في كواليس السياسة بجهة الرباط سلا القنيطرة، تشهد الساحة تحركات لافتة يقودها رشيد العبدي، رئيس الجهة والقيادي البارز في حزب الأصالة والمعاصرة، المعروف بقربه من الأمينة الجهوية للحزب ومديرة ديوان وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، فاطمة الزهراء المنصوري.
مصادر مطلعة كشفت لبلبريس أن العبدي دخل خلال الأيام الأخيرة في مفاوضات توصف بـ"السرية" مع مجموعة من كبار المنتخبين المنتمين لحزب التجمع الوطني للأحرار، بهدف إقناعهم بالالتحاق بصفوف "الجرار"، وذلك في إطار تحركات تُقرأ على أنها استعدادات مبكرة لإعادة تشكيل التوازنات داخل الجهة، وربما حتى إعادة ترتيب التحالفات محليًا.
وتشير نفس المصادر إلى أن أبرز من يتم التفاوض معه في هذه المرحلة هو نائب برلماني شاب، ينحدر من عائلة لها باع طويل في العمل السياسي، إذ سبق لوالده أن فاز بمقعد برلماني لعدة ولايات متتالية تحت راية حزب الاستقلال، قبل أن ينسحب من المشهد، مفسحًا المجال لنجله الذي بات اليوم محط اهتمام متزايد من طرف عدد من مكونات التحالف الحكومي، بالنظر إلى رصيده الانتخابي وتأثيره المحلي.
هذه التحركات، وإن كانت تتم بعيدًا عن الأضواء، إلا أنها تحمل دلالات سياسية عميقة، وتفتح الباب أمام تساؤلات حول إمكانية إعادة رسم الخريطة السياسية داخل الجهة، خصوصًا في ظل حالة الترقب التي تسود أوساط الأحزاب المشكلة للأغلبية، وتزايد الرهانات حول المواقع والمواقع المستقبلية داخل المجالس المنتخبة.