أين أيت منا؟.. المحمدية تختنق بجرائم بيئية ومطالب بالتدخل
تسجل مدينة المحمدية واحدة من أخطر الكوارث البيئية في المغرب، حيث تحولت إلى واجهة للتلوث الصناعي الممنهج تحت سمع وبصر جماعتها المحلية التي فشلت فشلاً ذريعاً في حماية حقوق السكان الأساسية في بيئة نظيفة. المشهد اليومي في المدينة يكشف عن كارثة إنسانية حقيقية: غبار أسود يغزو المنازل، وانبعاثات سامة تخترق الرئات، وأطفال ومسنون يدفعون الثمن الأغلى بينما تغيب أبسط معايير الرقابة.
المصادر الموثوقة تكشف أن استخدام الفحم الحجري والمواد الملوثة في الصناعات المحلية يتم بشكل عشوائي، دون أي احترام للمعايير البيئية أو الصحية. ما يحدث في المحمدية ليس مجرد إهمال، بل جريمة بيئية منظمة تُرتكب بحق السكان، حيث تتحول أرباح بعض المصانع إلى سموم تقتل المواطنين ببطء. الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالمحمدية تؤكد أن هذا الوضع يمثل انتهاكاً صارخاً للدستور المغربي والاتفاقيات الدولية التي وقع عليها المغرب، خاصة تلك المتعلقة بالحق في بيئة سليمة.
السؤال الذي يفرض نفسه بقوة: إلى متى ستستمر هذه المهزلة؟ الجماعة المحلية التي يفترض أن تكون حامية للمواطنين تتحول إلى شريك في الجريمة عبر صمتها المريب وتقاعسها الواضح. الوقت قد حان لمساءلة كل المتورطين في هذه الكارثة البيئية، والمطالبة بتدخل عاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. المحمدية تختنق، وشعبها يصرخ: أين المسؤولون؟ أين الخطط الطارئة؟ أين العدالة البيئية التي تعدون بها؟