هل رفض لشكر انخراط "الاتحاديين" في المراقبة البرلمانية لـ"الفراقشية"؟
كشفت مصادر مطلعة، عن رفض إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، الانضمام إلى مبادرة تشكيل لجنة تقصي الحقائق التي أطلقتها أحزاب المعارضة في مجلس النواب بشأن ملف دعم مستوردي المواشي. ويأتي هذا الموقف في سياق خلافات داخلية بين قيادات المعارضة، حيث يمتنع لشكر عادةً عن التنسيق في المبادرات التي لا يكون حزبه هو صاحبها.
وترجح المصادر أن يكون التوتر في العلاقة بين لشكر ومحمد أوزين، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أحد أسباب هذا الموقف. ويعود الخلاف بين الرجلين إلى رفض أوزين سابقاً الانخراط في ملتمس الرقابة وسحب الثقة من حكومة عزيز أخنوش، ما أثار استياء قيادة الاتحاد الاشتراكي. كما تشير المعلومات إلى أن العلاقة بين الحزبين تشهد بروداً ملحوظاً في الفترة الأخيرة، قبل أن يتراجع بعد ذلك ويحث عبد الرحيم شهيد على الانخراط بمعية مكونات المعارضة.
وجاء إعلان فرق المعارضة عن تشكيل اللجنة بعد جدل واسع حول الإعفاءات الضريبية والدعم المالي الذي منحته الحكومة لمستوردي المواشي منذ عام 2022. ويتعلق الأمر بإعفاءات من الرسوم الجمركية، وتحمل الدولة لضريبة القيمة المضافة، بالإضافة إلى دعم مباشر لاستيراد أغنام عيد الأضحى بتكلفة تقدر بمليارات الدراهم خلال سنتي 2023 و2024. وتهدف المبادرة إلى كشف حقيقة توزيع هذه الأموال ومدى استفادة القطاع من هذه الإجراءات الحكومية.
ويُتساءل الآن عن مدى تأثير هذه الخلافات الداخلية على تماسك جبهة المعارضة، خاصة في ظل تزايد الضغوط الشعبية والمجتمعية لتحقيق شفافية أكبر في ملفات الإنفاق العام. فرفض لشكر المشاركة في هذه المبادرة قد يُضعف موقف المعارضة في مواجهة الحكومة، ويُظهر تصدعاً في تحالفاتها رغم الخطاب الموحد الذي تتبناه علناً.