حقق المنتخب المغربي فوزًا صعبًا على النيجر بنتيجة (2-1) في المباراة التي احتضنها الملعب الشرفي بوجدة، ضمن التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى كأس العالم 2026.
ورغم تحقيق النقاط الثلاث، لم يُخفِ وليد الركراكي، مدرب أسود الأطلس، استياءه من أداء فريقه في الشوط الأول، محذرًا بعض اللاعبين من التراخي، ومؤكدًا أن المنافسة على المراكز الأساسية لا تزال مفتوحة. كما أشاد بالحضور الجماهيري الوجدِي وأثنى على العمل الذي يقوم به المدرب بادو الزاكي مع منتخب النيجر.
“تلقينا صفعة في بداية الشوط الثاني”
بدأت المباراة بضغط مغربي واضح، لكن دون نجاعة هجومية، وهو ما سمح للنيجر بالحفاظ على صموده الدفاعي طوال الشوط الأول. ومع بداية الشوط الثاني، فاجأ المنتخب الضيف الجميع بتسجيل هدف مباغت، وهو ما اعتبره الركراكي “صفعة أيقظت اللاعبين”:
“الأهم بالنسبة لي هو تحقيق النقاط الثلاث، لكن لا يمكن إنكار أننا ضيعنا 45 دقيقة في الشوط الأول. النيجر باغتنا بهدف في بداية الشوط الثاني، وكان بمثابة ‘تصرفيقة’ جعلتنا نستفيق ونعود إلى اللقاء.”
ورغم الانتفاضة السريعة التي قادت الأسود لقلب الطاولة وتحقيق الفوز، إلا أن الركراكي شدد على ضرورة عدم تكرار مثل هذه البدايات البطيئة، خاصة مع اقتراب كأس أمم أفريقيا 2025، حيث لن يكون هناك مجال لمثل هذه الأخطاء أمام المنتخبات الكبرى.
رسالة واضحة: “لا مكان للمتراخين”
إلى جانب قراءته الفنية للمباراة، استغل الركراكي الفرصة لتوجيه رسالة قوية للاعبيه، محذرًا من التهاون ومؤكدًا أن التواجد في المنتخب ليس مضمونًا لأحد:
“هناك بعض اللاعبين الذين يعتقدون أنهم ضامنون لمكانهم، لكن الأمور ليست كذلك. المنافسة على المراكز شرسة، ومن لم يقدم الإضافة يمكن أن يجد نفسه خارج اللائحة.”
تصريحات الركراكي تعكس فلسفته الواضحة التي تعتمد على الجدية والانضباط، حيث يسعى للحفاظ على روح التنافس داخل المجموعة، وعدم السماح لأي لاعب بالركون إلى فكرة أنه “لا يمس” في التشكيلة الأساسية.
الركراكي يُحذّر من الغرور
ورغم الانتصارات المتتالية التي يحققها المنتخب المغربي، شدد الركراكي على ضرورة البقاء متواضعين وعدم الوقوع في فخ الغرور، مؤكدًا أن مثل هذه المباريات الصعبة قد تكون درسًا مهمًا قبل خوض غمار كأس أمم أفريقيا:
“من الجيد أن نعيش مثل هذه السيناريوهات قبل كأس أمم أفريقيا، لأنها تساعدنا على البقاء متواضعين وعدم الوقوع في فخ الغرور.”
إشادة بالجماهير وبادو الزاكي
وفي ختام حديثه، لم يُفوّت الركراكي الفرصة للإشادة بجماهير وجدة التي حضرت بقوة وساهمت في دعم المنتخب خلال اللقاء:
“الجمهور الوجدي اليوم كان رائعًا وساندنا حتى في أصعب اللحظات، ربما في مدينة أخرى لم يكن الحماس ليكون بنفس القوة.”
كما أثنى على العمل الذي يقوم به بادو الزاكي مع منتخب النيجر، معتبرًا أنه نجح في بناء فريق منظم دفاعيًا ويعرف كيف يصعّب الأمور على منافسيه:
“بادو الزاكي أعرفه جيدًا ولدي احترام كبير له، لقد كان مدربي في المنتخب الوطني وحقق التأهل إلى نهائي كأس أمم أفريقيا 2004. لقد أسّس منتخبًا يُجيد الدفاع ويعرف كيف يُحدث مشاكل للمنتخبات التي يواجهها.”
تحذير قبل كأس أمم أفريقيا
رغم الفوز، يُدرك الركراكي أن هناك العديد من الأمور التي تحتاج إلى تصحيح قبل انطلاق كأس أمم أفريقيا 2025.
وبينما يواصل الأسود تحقيق الانتصارات، فإن المدرب الوطني يُدرك أن التحدي الأكبر لا يكمن فقط في الفوز بالمباريات، ولكن في بناء منتخب جاهز ذهنيًا وبدنيًا لحمل الكأس القارية المنتظرة منذ 1976