تراجع أثمنة بيع الأضاحي بألف درهم للرأس...إشاعة“إلغاء” العيد تخفض الأسعار
تأثرت أسواق الأغنام والماعز بشكل كبير بإشاعة إلغاء العيد، التي تم الترويج إليها، أخيرا، في مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفع تجار أضحيات العيد، الذين اعتادوا على الاقتناء، في هذه الفترة، للتسمين، تأجيل العملية إلى حين اتضاح الأمر، ما انعكس سلبا على الطلب، ودفع المربين إلى الإسراع للأسواق لبيع أضحياتهم قبل تأكيد قرار الإلغاء، ما ساهم في رفع العرض في الأسواق وانخفاض الطلب.
وأكدت مصادر مهنية أن تراجع الطلب أدى إلى تخفيضات في أثمنة الأغنام والماعز، وصلت في بعض الأحيان ألف درهم للرأس، مشيرة إلى أن الأخبار التي يتم تداولها في وسائل الواصل الاجتماعي وعدم صدور أي بلاغ من الحكومة في الموضوع، دفع مربي الماشية إلى الإسراع في عرض القطيع الذي كان بحوزتهم المخصص لأضحيات العيد في الأسواق، مخافة أن تتأكد أخبار الإلغاء ولا يجدون من يقتني منهم ماشيتهم، مع ما يعني ذلك من تكاليف إضافية ومخاطر، خاصة أن مستوى التساقطات المطرية المسجل حتى الآن لا يبشر بخير.
وينتظر ما لا يقل عن 214 ألفا من مربي الماشية، عيد الأضحى بفارغ الصبر، بعد سنوات متتالية من الجفاف وارتفاع الأسعار، ما أثر بشكل كبير على مداخيل سكان البوادي. ويتعلق هذا العدد بالمربين المحترفين، في حين أن هناك عشرات الآلاف من المربين الآخرين الصغار، الذين يغتنمون هذه المناسبة لبيع ماشيتهم.
ويمثل إحياء هذه الشعيرة مناسبة ذات أهمية بالغة، بالنسبة إلى عدد من المواطنين، خاصة مربي الماشية، الذين تحملوا تكاليف باهظة لتسمين ماشيتهم، استعدادا لعيد الأضحى.
وتجاوز رقم المعاملات 15 مليار درهم (1500 مليار سنتيم)، في السنة الماضية، بالنظر إلى الزيادة الملحوظة في أسعار الأضحيات، خلال ثلاث سنوات الأخيرة، كما أن متوسط السعر، خلال هذه السنة لن يقل عن 3 آلاف درهم، علما أن الطلب لن يقل عن 5 ملايين رأس.
ولا تقتصر الانعكاسات الاقتصادية والمالية لهذه المناسبة على مربي الماشية والوسطاء، فقط، بل تمثل فرصة مهمة، بالنسبة إلى عدد من الأنشطة التجارية والاقتصادية، مثل شركات القروض، التي ينتعش رقم معاملاتها، خلال هذه الشعيرة الدينية، كما يعرف سوق التجهيزات المنزلية الكهربائية، بدوره، رواجا، وأصبح عيد الأضحى يمثل فرصة مناسبة بالنسبة إلى وكالات الأسفار، لتقديم عروض للسفر إلى الخارج، وتخصص الفنادق المغربية، بدورها، عروضا بالنسبة إلى الأسر التي تفضل قضاء عطلة العيد بها دون التفريط في طقوسه.
ولم يصدر حتى الآن أي بلاغ من الحكومة يقطع الشك باليقين، وفي انتظار ذلك، فإن الأسعار مرشحة إلى مزيد من التراجع، إذا استمر الغموض.
عن يومية الصباح