مع ارتفاع حدة النقاش حول ما اعتبره البعض "تنافسًا انتخابيًا مبكرًا" بين الأحزاب المكونة للأغلبية الحكومية، والذي زاد من حدته تبادل الانتقادات بين مكوناتها خلال الفترة الأخيرة، أعاد محمد المهدي بنسعيد، وزير الثقافة والشباب والتواصل وعضو قيادة حزب الأصالة والمعاصرة، التأكيد على موقف حزبه الذي عبّرت عنه سابقًا فاطمة الزهراء المنصوري، منسقة القيادة، بشأن استهداف الحزب لرئاسة الحكومة المقبلة، مصرحًا بأن "الأصالة والمعاصرة سيترأس حكومة 2026 وسيحل أولًا في الانتخابات المقبلة".
وأثناء استضافته من قِبل مؤسسة الفقيه التطواني، أوضح بنسعيد أن الملاحظات والانتقادات المتبادلة بين مكونات التحالف الحكومي تُناقَش داخل إطار اجتماعات الأغلبية، بما يشمل القضايا المتعلقة بتدبير العلاقات الداخلية. ورداً على انتقادات محمد أوجار، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، لحصيلة قطاع الإسكان، أكد بنسعيد: "هذه الملاحظات تناقش في اجتماعات الأغلبية بشكل طبيعي وديمقراطي"، مشيرًا إلى أنه سيتم التطرق إلى هذه القضايا خلال الاجتماع المقبل للأغلبية.
وشدد بنسعيد على أن النقاشات داخل الأغلبية لا تعكس وجود تصدعات أو خلافات جوهرية، بل هي جزء من الممارسة الديمقراطية التي تتيح لكل حزب إبداء آرائه وملاحظاته بشأن تدبير القطاعات الحكومية، بهدف تحسين الأداء العام للحكومة. وأضاف أن "حزب الأصالة والمعاصرة لا يسعى إلى خلق أزمات داخل التحالف، بل يهدف إلى تعزيز العمل المشترك خدمةً لمصلحة الوطن والمواطنين".
وأكد الوزير أن ما يهم في نهاية المطاف هو تحقيق نتائج ملموسة تخدم تطلعات المغاربة، مشيرًا إلى أن الحكومة تعمل في ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة على المستويين الوطني والدولي، وأن نجاحها في تحقيق نسبة كبيرة من التزاماتها يعد إنجازًا يجب البناء عليه.
وفي سياق آخر، وحول ما أثير عن ضعف التواصل الحكومي، دعا بنسعيد إلى إعطاء أولوية قصوى لهذا الجانب، معتبرًا أن التواصل الجيد مع المواطنين هو جزء لا يتجزأ من المسؤولية الحكومية، قائلاً: "علينا أن نوضح للمغاربة ما نقوم به، لأن غياب المعلومة الصحيحة يفتح الباب أمام التأويلات والانتقادات غير المبررة".
أما بخصوص الوضع داخل حزب الأصالة والمعاصرة، فقد أشار بنسعيد إلى أن الحزب يواصل العمل بمنهجية القيادة الجماعية، موضحًا أن غياب عبد اللطيف وهبي عن أنشطة الحزب بالوتيرة السابقة لا يعني تراجع دوره، بل هو جزء من استراتيجية تتيح للقيادات الأخرى أخذ زمام المبادرة، مع تأكيده أن وهبي لا يزال رهن إشارة الحزب في جميع الملفات الحيوية.
واختتم بنسعيد تصريحه بالتأكيد على أهمية تماسك الأغلبية الحكومية واستمرار الحوار بين مكوناتها، مشددًا على أن الاختلافات الظاهرة أحيانًا لا يجب أن تؤثر على وحدة التحالف أو على التزامه بخدمة المواطن المغربي وتحقيق الأهداف التي تعهد بها أمامه.