تقرير 2025: تحسن في الأمان وتحديات في جودة الحياة والرعاية الصحية بالمغرب
شهدت المملكة المغربية تحسنًا في ترتيبها ضمن قارة إفريقيا في مؤشر الجريمة لعام 2025، حيث حصلت على درجة 47.8 مقارنة بـ52.2 في مؤشر الأمان والسلامة وجودة الحياة، ما ساهم في ارتقائها إلى المرتبة السابعة على القارة، متجاوزة بذلك المرتبة الثامنة التي كانت تحتلها في التصنيف نصف السنوي لعام 2024، وفقًا لأحدث تحديثات موقع البيانات العالمي "Numbeo".
يُعتمد موقع "Numbeo" في إعداد تصنيفاتاته على جمع وتقييم آراء المستخدمين والزوار من مختلف الدول، حيث وضعت المغرب في المركز الـ64 عالميًا ضمن 147 دولة تم شملها في تصنيفه لعام 2025. تصدرت فنزويلا، هايتي، وأفغانستان القائمة العالمية، بينما احتلت جنوب إفريقيا المركز الخامس عالميًا والأول على مستوى إفريقيا.
يشير الموقع إلى أن "مؤشر الجريمة" يُمثل تقديرًا لمستوى الجريمة في أي مدينة أو بلد، مع تصنيف المستويات كالتالي: أقل من 20 يُعتبر منخفضًا جدًا، بين 20 و40 منخفضًا، بين 40 و60 معتدلًا، بين 60 و80 مرتفعًا، وفوق 80 مرتفعًا جدًا.
فيما يتعلق بجودة الحياة، جاءت المملكة المغربية في المرتبة السبعين عالميًا من بين 88 دولة، بحصولها على درجة 110.8. هذا التصنيف يضع المغرب ضمن الدول ذات جودة حياة متدنية مقارنةً بالدول الأعلى مثل لوكسمبورغ وهولندا والدنمارك وعمان. على مستوى إفريقيا، احتلت المغرب المركز الثالث بعد جنوب إفريقيا وتونس، متقدمة على دول مثل كينيا ومصر ونيجيريا، رغم غياب الجزائر من التصنيف.
أظهر مؤشر "جودة الحياة" تأثيرًا لعوامل متعددة تشمل القوة الشرائية، مستويات التلوث، تكاليف السكن والمعيشة، السلامة، جودة الرعاية الصحية، مواقيت التنقل، والظروف المناخية. ويُعتبر هذا المؤشر مقياسًا عامًا لجودة الحياة في أي منطقة، حيث تعكس القيم الأعلى جودة حياة أفضل.
أما في مؤشر الرعاية الصحية لعام 2025، فحصل المغرب على تصنيف صادم بترتيبه الـ94 من أصل 97 دولة، مع درجة تنقيط بلغت 46.8. يُظهر هذا التراجع أن المغرب لا يزال يتخلف عن العديد من الدول في تحسين خدمات الرعاية الصحية، سواء على المستوى العالمي أو الإفريقي، حيث جاء متأخرًا خلف جنوب إفريقيا وكينيا وغانا وتونس ونيجيريا ومصر. ومع ذلك، أظهرت البيانات تفوقًا نسبيًا في قطاع الرعاية الصحية الخاصة مقارنة بالمؤسسات العامة، وفقًا لاستطلاعات الموقع.
يُعرف مؤشر الرعاية الصحية بأنه تقييم لجودة نظام الرعاية الصحية بشكل عام، متضمنًا عوامل مثل كفاءة الأخصائيين، توافر المعدات، عدد الموظفين والأطباء، والتكاليف المتعلقة بالخدمات الصحية.
فيما يخص التلوث، احتلت المملكة المغربية المركز الأربعين عالميًا في مؤشر التلوث لعام 2025، بحصولها على درجة 68.7 من أصل 113 دولة شاملة. على الصعيد الإفريقي، جاءت المغرب في المرتبة التاسعة من بين 13 دولة مشمولة بالمؤشر. ويعكس هذا التراجع رتبتين مقارنةً بالتصنيف نصف السنوي لعام 2024، حيث حصلت على درجة 69.6.
يؤكد موقع "Numbeo" على دقة وصحة بياناته من خلال تصفية الرسائل غير المرغوب فيها وضمان وجود عدد كافٍ من المساهمين من كل مدينة أو بلد، مما يضمن موثوقية التصنيفات المقدمة.
في المجمل، يظهر المغرب تقدمًا في بعض المؤشرات مثل الجريمة والأمان، إلا أنه يواجه تحديات كبيرة في مجالات جودة الحياة والرعاية الصحية، مما يستدعي اتخاذ إجراءات استراتيجية لتحسين هذه الجوانب الحيوية للمجتمع المغربي.