قرارات العزل في حق رؤساء تعيد نشاط "البيع والشرا" في المناصب إلى الواجهة
جرى نهاية الأسبوع الماضي، تهريب “منتخبين كبار”، إلى وجهات غير معلومة، من قبل مرشحين مفترضين لرئاسة مجالس تم عزل رؤسائها السابقين من طرف المحاكم الإدارية في العديد من المدن.
وعمد مرشح لرئاسة أحد المجالس بجهة الرباط سلا القنيطرة، التي عرفت عزل منتخبين كبار، يتقدمهم أنس البوعناني، الرئيس السابق لمجلس القنيطرة، وانضاف إليه ادريس الزويني، رئيس مجلس سيدي يحيى الغرب نهاية الأسبوع الماضي (عمد) إلى “اختطاف” ثلاثة مستشارين، من أجل تغليب كفته في سباق رئاسة المجلس الذي له حكايات وروايات مع من تناوب عليه، إذ هناك من سجن، أو في طور التحقيق القضائي.
ومن أجل الفوز بكرسي الرئاسة، سارع مرشح إلى بيع قطعة أرضية بـ 100 مليون، من أجل شراء “كبار الناخبين”، الذي نجح في تهريبهم إلى أحد الشواطئ بجهة طنجة تطوان الحسيمة.
وعلمت “الصباح” أن وكيل لائحة، يبحث عن رئاسة مجلس المدينة التي ينتمي إليه، حجز العديد من غرف فندق مصنف في مولاي يعقوب، تماما كما فعل وكيل لائحة آخر، يبحث بكل الوسائل عن رئاسة المجلس، الذي شكل مصدر ثروة للعديد من تجار الانتخابات.
واكترى مرشح ثالث، فيلا تطل على البحر بشاطئ مولاي بوسلهام، من أجل تجميع المستشارين، الذين يراهن عليهم للتصويت لفائدته، في صراعه على رئاسة مجلس ثاني مدينة بالإقليم، بدعم ومساندة من قيادي بارز في حزب مشارك في الحكومة.
ومباشرة بعد قرار المحاكم الإدارية، التي عزلت رؤساء، نشطت حركة “اختطاف” الأعضاء، وشراء ذممهم، والسفر بهم بعيدا عن مدنهم، وإخفائهم في أماكن بعيدة عن المنافسين، وتمكينهم من أغلفة مالية دسمة، وجعلهم يعيشون “عيشة راضية”، طيلة مدة “الاحتجاز الطوعي”، سواء في الفنادق أو الفيلات، التي تطل على الشواطئ.
واعتادت فنادق في العديد من المدن السياحية، على “هجرة” كبار الناخبين، الذين يختفون عن الأنظار مباشرة بعد إعلان فوزهم، ويتحولون إلى “سياح انتخابيين”، يملؤون الفنادق، ويسبحون في مسابحها، ويحتسون “الروج والويسكي”، ويأكلون ما لذ وطاب.
واعتاد محترفو الانتخابات، الذين “يستعمرون” المجالس بمختلف أصنافها، على اختطاف وتهريب وإخفاء “كبار الناخبين”، من أجل استمالتهم والضغط عليهم من قبل مافيات الانتخابات، قصد استرجاع رئاسة المجالس، التي عمروا طويلا على رأسها، أو “تبليص” مقربين منهم، يقتسمون معهم الصفقات و”البيع والشراء” في كل ما يتعلق بالمؤسسات المنتخبة.
وبرأي مهتمين بالشأن الانتخابي في بلادنا، أن ما يقوم به “أباطرة الانتخابات” من اختطاف واحتجاز وتهريب للأعضاء، يعد جريمة نكراء في حق نزاهة الانتخابات، وذبحا للديمقراطية، وإفراز مكاتب جماعية لا يعكس إرادة الناخبين، ونتائج صناديق الاقتراع.
ويأمل ناخبون يرفضون مثل هذا ممارسات، ألا تتفرج السلطات على هذه الممارسات، وأن تقطع مع “الحياد السلبي”، حيال عملية الاختطاف والتهريب، التي تشكل عنوانا بارزا للفساد الانتخابي.
عن يومية الصباح