أكد محمد الإدريسي الملياني، المدير العام لوكالة التنمية الرقمية بالمغرب، أن"مجال الرقمنة والابتكار التكنولوجي" يشهد ثورة حقيقية في المغرب، مشيرا إلى "أن كل المنظومات بمختلف اختصاصاتها وانتماءاتها منخرطة فيه بشكل كبير، وأولت اهتماما بالغا لضرورة إدماج التكنلوجيا والرقمنة في جل الخدمات المقدمة وتيسير استخدامها والاستفادة من مزاياها في كل القطاعات والأنشطة المهنية".
واعتبر الإدريسي الملياني في كلمة له بمناسبة مراسيم افتتاح الدورة الثانية لمعرض جيتكس إفريقيا المغرب، أن تنظيم المغرب لمعرض جيتكس إفريقيا فرصة سانحة لتثمين المجهودات الجبارة التي تبدلها كل الأطراف الحاضرة معنا في هذه المناسبة، من قطاعات وزارية، وهيئات ومؤسسات عمومية، وفاعلي القطاع الخاص، في ميدان الانتقال الرقمي بمختلف أبعاده وتخصصاته.
وأضاف مدير وكالة التنمية الرقمية أنه يجب التذكير إلى أن المغرب، يزخر بمؤهلات بشرية وكفاءات مهنية عالمية تجعلنا نفتخر بمدى قدرتنا على مسايرة التحولات المتسارعة ومختلف التوجهات الجديدة التي باتت تسير نحوها غالبية المهن والتخصصات الحديثة والتي تستقطب بوثيرة سريعة فئة الشباب الواعي بهذه الثورة الرقمية، لكي تندمج وتتعامل مع جل الاقتصادات والأنسجة المقاولاتية والتي توصف في عصرنا الحاضر بالمهن العالمية الجديدة.
وفي هذا الصدد، أبرز الإدريسي الملياني أن النسخة الأولى عرفت حضور قوي ووازن لكبريات الشركات الدولية وصناع القرار مما أكسب عموم المشاركين الثقة فينا وتجديد حضورهم مجددا في فعاليات الدورة الثانية عرفانا للنجاح الباهر والمتألق المعترف به دوليا والذي أضحى مرتبطا بشكل مستدام ببراعة وقدرة واحترافية المغرب على استضافة وتنظيم أكبر التظاهرات واللقاءات العالمية في شتى المجالات.
وأوضح المتحدث ذاته أنه وفي نفس السياق، تطمح دورة هذه السنة من معرض جيتكس إفريقيا المغرب لكي تكون أكثر تميزا من الأولى من حيث عدد المشاركين، إذ بلغ مجموع العارضين 1500 عارض، أتوا من أكثر من 130 بلد، وحضور بارز لعديد من الهيئات المؤسساتية من خلال تأكيد حضور 100 بعثة رسمية، علاوة على مشاركة نشيطة لأزيد من 700 مقاولة مبتكرة.
ومن جهة أخرى، يشير الملياني أن هذا الحدث يشكل مناسبة لبحث واستغلال مختلف فرص الاستثمار في جميع الخدمات الرقمية، إذ يشارك فيه أزيد من 400 مستثمر لربط علاقات تجارية وعقد اتفاقيات شراكة وتعاون بين كل الأطراف العارضة في هذا المعرض والمهتمة بتقوية التنافسية والنمو والبحث والتطوير.
ولفت الملياني أن يتنظيم الدورة الثانية لجيتكس إفريقيا يندرج في إطار الجهود المتواصلة والمستدامة التي تبدلها دائما المملكة المغربية مع شركائها الإفريقيين وذلك تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، والذي يحرص على إيلاء التعاون جنوب جنوب أهمية قصوى في بلورة الشراكات البناءة والهادفة، وإن تولي المغرب رئاسة مجلس الوكالات الإفريقية لتكنولوجيات المعلومات والاتصال المنضوية تحت لواء "رابطة أفريقيا الذكية «SMART AFRICA لخير دليل على مدى التزامه القوي في هذا التوجه وانخراطه في دعم كل المبادرات والأنشطة ذات الصلة بميدان الرقمنة التي تتقاسم كل الأمم الإفريقية أهدافها ونتائجها الإيجابية، مؤكدا أن هذا التوجه وهذا الطموح يكرسان رغبة بلادنا الملحة لأن تبوؤ قارتنا مكانتها التي تناسبها وتستحقها وأن يكون المغرب فاعلا محوريا و قطب قاريا صاعد في ميدان التحول الرقمي.
وكشف المتحدث ذاته أن الانخراط في مجتمع الرقمنة والتكنلوجيا الحديثة يمثل اليوم توجّها جوهريا ضمن الخيارات الوطنية لبلدنا، إذ تحرص الحكومة من خلال الوزارة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة على تكريسه في إطار مقاربة تتكامل في إطارها مختلف الأبعاد السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية.
وفي هذا الإطار، يتابع المدير العام لوكالة التنمية الرقمية أن الجهد اتجهت إلى تطوير البنية الأساسية للانتقال الرقمي وإرساء الإطار القانوني الملائم وتأهيل الموارد البشرية ودعم المنافسة ووضع إطار مناسب لدفع نسق الاستثمار الخاص في هذا المجال.
ووجه المدير العام لوكالة التنمية الرقمية شكره وامتنانه لمختلف الشركاء الذين قدموا كل الدعم والمساعدة قصد توفير الظروف الملائمة لتنظيم هذا الحدث المتميز من سلطات محلية ومجالس منتخبة، ومؤسسات وهيئات .
وختم المتحدث أن المملكة المغربية، انطلاقا من إيمانها بضرورة تعزيز العمل الدولي المشترك تؤكد بهذه المناسبة عزمها على إنجاح هذه التظاهرة الكبيرة لما فيها من انعكاسات على تقوية الشراكات وتبادل التجارب والخبرات في هذا المجال الواعد.