تشهد العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وفرنسا تصاعدًا في الجدل، لاسيما بعد تقرير إخباري جديد لقناة "فرانس24" يتناول ملف الصحراء المغربية.
وفي ظل تصاعد التوتر، يعبر خبراء وأكاديميون عن رفضهم للتقرير، الذي وصفوه بـ"المضلل والمليء بالأكاذيب والافتراءات".
وكانت ردود الفعل قوية، على التقرير الإخباري الذي بثته قناة "فرانس24" حول ملف الصحراء المغربية. يستعرض آراء الخبراء والأكاديميين الرافضين للتقرير، مع تسليط الضوء على التحليلات التي تشير إلى أن القناة الفرنسية تعكس مواقف "الدولة العميقة" في فرنسا تجاه الصحراء المغربية.
يشير الخبراء إلى أن التقرير يحتوي على أكاذيب تتعلق بتصور الأمم المتحدة للوضع في المنطقة، ويستند إلى معلومات مضللة حول موقف الولايات المتحدة وإسرائيل من الصحراء المغربية.
ورد الخبراء على اتهامات القناة للمغرب بالتورط في الصراع القديم مع الجزائر ومحاولات تطويقه.
ويقول محمد الطيار، خبير في الدراسات الأمنية والاستراتيجية، إن "قناة فرانس24 الفرنسية، التي تشرف عليها المخابرات الخارجية الفرنسية، قدمت تقريرا من مخيمات تندوف، يوضح بجلاء موقف الدولة العميقة في فرنسا من قضية الصحراء المغربية".
وتابع الطيار، على صفحته في الفيسبوك، أن "التقرير تضمن أكاذيب عديدة؛ كالقول إن الأمم المتحدة تعتبر الإقليم محتلا، مع أنه ليس هناك أي تقرير أو قرار أممي يعتبر المغرب قوة محتلة".
الخبير نفسه استطرد قائلا إنه "من جملة الأكاذيب التي أوردها التقرير، كذلك، أن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل هما وحدهما من يعترف بمغربية الصحراء، ويقول إن الأمم المتحدة تدعو لتنظيم استفتاء، وهذا كذب في كذب".
وتابع المتحدث، "إن قرارات مجلس الأمن منذ سنة 2007 لا تتضمن أية دعوة لتنظيم استفتاء، بعدما تأكدت من استحالة تنظيمه؛ إذ تشيد كل قراراتها بمقترح الحكم الذاتي، وتدعو فقط للوصول إلى حل سياسي واقعي ومتفق عليه، عن طريق الحوار وتنظيم الموائد المستديرة، التي ترفضها الجزائر بشكل رسمي، ما يعارض الشرعية الدولية".
وأشار الخبير إلى أن "تقرير القناة الفرنسية يبين بجلاء أن الجزائر ليست إلا أداة في يد فرنسا الاستعمارية المنافقة، التي لم تكتف باقتطاع أراضي شاسعة من المغرب؛ بل تسعى منذ عقود عديدة إلى محاصرة المغرب وتطويقه".
ويشار الى أن التصعيد في العلاقات بين المغرب وفرنسا، يعكس عدم وضوح موقف باريس من قضايا حساسة، مثل الصحراء المغربية، مما أدى إلى تدهور العلاقات الثنائية، والتقارب الظاهر بين الجزائر وفرنسا.