أشعل قرار وزارة التربية الوطنية بالتوقيف المؤقت عن العمل في حق فئة كبيرة من الأساتذة، موجة غضب واستياء جديدة في صفوف الشغيلة التعليمية التي أعلنت في المقابل تشبثها بالاحتجاجات واعتبرت أن هذا القرار خطوة غير مجدية تجاه مطالبها “المشروعة”.
وخرج المئات من الأساتذة ليلة أمس الأحد، في مختلف مدن المملكة في مسيرات احتجاجية كبيرة ردا على المذكرة الوزارية التي اعتبروها “غير قانونية وعشوائية” وأن توقيف الأساتذة والأستاذات سیعمق “هدر الزمن المدرسي لأبناء وبنات الشعب المغربي، ما يدل على أن شعارات مصلحة التلميذ التي ظلت تتغنى بها الوزارة الوصية ما هي إلا كلام مرسل للاستهلاك الإعلامي”.
ومن جهتها استغربت الجامعة الوطنية للتعليم UMT، لقرار وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، عبر مديري الأكاديميات الجهوية والمديريات الاقليمية، بإصدار مجموعة من التوقيفات المؤقتة في حق عدد من الأساتذة.
ووصفت الجامعة في بيان لها هذه التوقيفات التي دشنتها “وزارة بنموسى”، لكبح إضرابات الأساتذة المستمرة، بأنه “إجراء تعسفي لن يزيد الوضع إلا احتقانا في الوقت الذي كان من المفروض فيه أن تتظافر الجهود ضمانا لحق التلاميذ في استدراك الزمن المهدور”.
وسائلت النائبة البرلمانية فاطمة التامني وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي شكيب بنموسى، في سؤال كتابي تتوفر جريدة “بلبريس” على نسخة منها، عن التدابير الذي سيعمل عليها من أجل وقف هذا الاحتقان وإيقاف مسطرة التوقيف والاقتطاعات للشغيلة التعليمية والتي تُنذر بالمزيد من الاحتقان.
التامني اشارت إلى أن قرار توقيف عدد من الأساتذة والأطر التعليمية المضربين عن العمل، أثار سخطا واستنكارا كبيرين لدى الجسم التعليمي بشكل خاص والمغاربة عموما، لاسيما أن القرار الصادر يتنافى والوثيقة الدستورية التي تنص على الحق في الإضراب.
واضافت في سؤالها الكتابي، أن “العديد من الفعاليات تطالب بتوقيف مسطرة التوقيف وإرجاع الاقتطاعات، لكن هذه النداءات قوبلت بتجاهل ولامبالاة الحكومة لاسيما أن هذه التدابير ، المتسمة بالمقاربة الزجرية والقمعية، لم تعد مقبولة اليوم، وتُنذر بالمزيد من التصعيد”.
ونبهت البرلمانية عن فيدرالية اليسار الديموقراطي بنموسى بالقول: “إذا كان المغاربة يطالبون جميعا بإنقاذ التلاميذ والزمن المدرسي المهدور الذي تتحمل فيه الحكومة المسؤولية الأولى ، فحماية الشغيلة التعليمية كذلك تعد مطلبا اساسيا، والمقاربة الزجرية لن تعالج المشاكل المطروحة، ولن تعيد المياه لمجاريها، بل هو فقط ابتزاز للأساتذة والشغيلة التعليمية”.