تقرير برلماني فرنسي ينتقد سياسة ماكرون الخارجية ويدعو لاتباع نهج جديد بإفريقيا
أكد تقرير برلماني نشر، اليوم الأربعاء، من إعداد حزبي الحركة الديموقراطية والجمهوريين أنه يتوجب على فرنسا التحرك بشكل عاجل وإجراء إصلاحات لاستعادة علاقاتها مع إفريقيا مع تزايد نفوذ روسيا والصين في القارة، مطالبا بالتحرك بشكل عاجل لتجنب خطر العدوى وفقدان الثقة.
ويأتي التقرير في ظل القلق المتزايد بشأن المشاعر القوية المناهضة لفرنسا في بعض المستعمرات السابقة، وخروجها من مناطق النفوذ الفرنسية لصالح قوى أخرى، كما هو الشأن بالنسبة لمالي، التي قام قادة مجلسها العسكري بعقد شراكة مع مجموعة "فاغنر" الروسية.
ويذكر أن فرنسا سحبت في وقت سابق بعثتيها العسكريتان في كل مالي وبوركينا فاسو، كما باشرت مؤخرا سحب قواتها من النيجر، حيث عرفت الدول الثلاث انقلابات عسكرية أفضت لتولي مجالس عسكرية للسلطة.
وبحسب التقرير، الوارد في 170 صفحة، فإن فرنسا تكافح من أجل "التكيف" مع التغييرات التي تعرفها إفريقيا، خاصة مع مطالبة قادة الدول الإفريقية بسياسة مختلفة عن سياسة فرنسا.
ودعا التقرير، الذي جاء بعد أشهر من العمل والمقابلات مع مختلف المعنيين بالسياسة الخارجية الفرنسية في إفريقيا بما فيهم سياسيين أفارقة وفرنسيين وعسكريين وممثلين للمجتمع المدني، (دعا) إلى اتباع نهج إستراتيجي جديد من شأنه أن يدفع الدول الإفريقية إلى البحث عن علاقات أكثر مساواة مع فرنسا. وذلك بعدما تعرضت باريس لانتقادات غير مسبوقة في تدبير سياستها الخارجية بالقارة الإفريقية لمرحلة ما بعد الاستعمار خاصة بالدول الناطقة بالفرنسية.
كما أشار التقرير إلى ضرورة الكف عن إلقاء خطابات كبرى ترفع التوقعات كثيرا لكنها تنتهي بخيبات أمل. مع اقتراح إصلاح نظام المساعدات العامة في فرنسا وتقديم مزيد من التبرعات وتقليل القروض وإنهاء "التناقضات" في سياسة التأشيرات الممنوحة للدول الإفريقية.