تصريحات الفايد تثير مزيدا من الانتقادات ورابطة علماء المغرب تدعوه إلى "التوبة"

أخذ النقاش الذي أثاره محمد الفايد، المختص في علوم التغذية، والقيادي السابق في الحركة الإسلامية بالمغرب، حول الأساليب الذي يعتمدها الفقهاء لشرح الدين وإيصال رسالة الإسلام، بعدا آخر بعد أن تدخل فيه شيوخ وعلماء وكذلك أطراف من خارج المغرب.

الفايد تحدث في فيديو عن الإمام الألباني، حيث قال أنه لا يمثل له شيئا ويقدسه كثيرون اليوم، لأنه “لم يدرس العلوم الكونية، لا يدري شيئا في الرياضيات ولا في الفيزياء ولا في الكيمياء ولا في علوم الأحياء، أي العلوم التي يريد الله أن يحيي بها الأرض بل درس فقط علوم عقيمة”.

كما تسائل الفايد : ” الوضع سيئ للغاية هل تريد أن تعيش الامة بتفسير ابن كثير إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. هل هذا التفسير نزل من السماء مثل القرآن؟”.

و اعتبر الفايد أن ذلك يظهر عجز العلماء ، مشددا على ان لا أحد يجب أن يجبر الاخر على العودة لتفسير القرن الاول لفهم القرآن.

وتعليقا على ماقاله الفايد، تدخل الكاتب والباحث د. إدريس الكنبوري وقال : “يبدو أن أحدهم أغضبه فأطلق لسانه يمينا وشمالا يطعن في العلماء والفقهاء. وهذا ليس ميزانا صحيحا. فلا يمكن لمتعصب للألباني أن يدفعك إلى الهجوم على الألباني. ولا لمقدس لابن كثير أن يدفع إلى الهجوم على ابن كثير”.

وأضاف الكنبوري: “الدكتور الفايد هاجم ابن كثير وقال إنه لا يمكن أن نعيش على تفسيره بعد قرون. وهذا كلام صحيح نظريا. ولكن الواقع الذي يراه كل ذي عين بصيرة أن المفسرين القدامى لم يتجاوزهم أحد بعد قرون. وكبار العلماء والمفسرين في هذا العصر يرجعون إليهم وأمامنا دليل قاطع. فكل من يهاجم هؤلاء المفسرين من الباحثين ويدعي التجديد في فهم كلام الله يأتي بما يضحك الصبيان”.

وقال المفكر المغربي: “الدكتور الفايد يقول إنه لم ينزل من السماء سوى القرآن؛ وهذا صحيح. ولكن الأنبياء لم ينزلوا من السماء. وكانت مهمتهم تبليغ الوحي إلى الناس بلاغا وتفسيرا. وبعد زمن الأنبياء انتقلت هذه المهمة إلى العلماء. فهم ورثة الأنبياء وإلا كان هناك فراغ ملأه من شاء بما شاء. وأعتقد أن الدكتور الفايد لو كان محقا في كلامه ما جازف بالقول بأن الله لن يدخل أديسون النار. فمن يفهم القرآن لن يقول هذا الكلام”.

الداعية ياسين العمري هو أيضا رد على الفايد عن طريق نشره لفيديو، يتهمه فيه بالتطاول على الشريعة وعلمائها والخوض فيما لا يعنيه، موجها دعوته إلى الفايد باحترام تخصصه و عدم توريط نفسه في مواقف محرجة.

من جهته رد الداعية عبد الله النهاري على الفايد بالقول أن الحديث عن عدم وجود علماء يحتاج إلى دليل، مؤكدا على "أن الأمة الإسلامية لم تعش في زمان دون علماء".

كما تدخلت رابطة “علماء المغرب العربي” على خط النقاش، مشددة على “وجوب توبة الدكتور الفايد عفا الله عنه، وعودته إلى الحق، وعدم تماديه في الباطل عنادا والعياذ بالله”، وفق ما جاء في بلاغ الرابطة.

وطالبت رابطة “علماء المغرب العربي”، محمد الفايد بــ “ضرورة التحري الشديد عند التحدث في أمور الشرع العظيمة عامة، وأمور العقيدة خاصة”، داعية باقي العلماء لبيان “حال الفايد”، والرد على ما صدر منه من “مخالفات عقدية كالشهادة لغير مسلم بالجنة، والطعن في أحاديث الإسراء و المعراج”، وفق تعبير المصدر ذاته.