يزودون السوق السوداء بمبالغ مهمة..بارونات” يضاربون في العملات الصعبة

تحول تجار مخدرات إلى مصدر مهم للعملات الأجنبية، بالنسبة إلى الأشخاص الذين يتاجرون فيها بالسوق السوداء، خاصة بعد الارتفاع الملحوظ خلال الأسابيع الماضية لسعر صرف الدولار بالدرهم، الذي تجاوز في تداولات سابقة سقف 11 درهما.
وأكدت مصادأن تجار مخدرات يقيمون ببرشيد والنواصر، ضواحي البيضاء، يتعاملون مع تجار العملات ووسطاء في السوق السوداء، إذ يزودونهم بالعملات الأجنبية التي يتوفرون عليها للمتاجرة بها مقابل عمولات، ما يسمح لهؤلاء التجار بتحقيق هوامش ربح مهمة.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن بارونات وجدوا في المضاربة بالعملات الأجنبية نشاطا مدرا للأرباح، لا يقل أهمية عن سوق المخدرات، إذ أن عددا من الأشخاص يلجؤون إلى السوق السوداء لتفادي كشف هوياتهم، ويكونون مستعدين للصرف، حتى وإن كان السعر مرتفعا عن سعر السوق المعتمد من قبل السلطات.
ويخضع سوق الصرف لقوانين مشددة، إذ يظل بنك المغرب الفاعل الأساسي فيه، بتحديده جلسات تداول العملات الأجنبية والكميات المتداولة والمتدخلين، فلا يمكن للأفراد المتاجرة بالعملات، إذ يتم اعتماد البنوك لتلعب دور الوسيط بين بنك المغرب، الذي يوفر العملات الأجنبية، مادام هو الذي يحدد سعر صرف الدرهم مقابل العملات الأجنبية، حتى بعد مرحلتين من التحرير التدريجي للسوق، وكل من يرغب في تحويل الدرهم مقابل العملات الأجنبية، يجب أن يلجأ إلى البنوك أو مكاتب الصرف بالنسبة إلى الأفراد، من أجل الحصول على العملات، علما أن قانون الصرف يحدد بالنسبة إلى الأفراد مبلغ 100 ألف درهم في السنة لتغطية مصاريف السفر بالخارج. كما يفرض الإدلاء بالهوية وجواز السفر للحصول على العملات الأجنبية، ما يدفع الأشخاص الذين لا تتوفر فيهم الشروط المطلوبة، أو الذين يحرصون على سرية تعاملاتهم إلى اللجوء للسوق السوداء للحصول على “الدوفيز”.
وأصبح تجار المخدرات من اللاعبين الأساسيين في هذا السوق، إذ يحولون مبالغ مهمة بالدرهم إلى العملات الأجنبية. وأكدت مصادر “الصباح” أن أحد بارونات المخدرات حول في يوم مبلغ 150 مليون سنتيم، علما أن هناك عددا من الأباطرة يتعاطون النشاط ذاته، ما يعني ملايير الدراهم في اليوم.
وساهم هذا الإقبال على السوق السوداء للعملات في إنعاش المبادلات، ورفع معدل الصرف ليتجاوز السعر المحدد في الأسواق المراقبة، من قبل السلطات المالية. وتمكن تقلبات سعر الصرف في هذه السوق البارونات من تحقيق أرباح كبيرة، تضاف إلى تلك التي يحققونها من تجارتهم الأصلية. ويوظفون وسطاء للمتاجرة في مدخراتهم من العملات الأجنبية، إذ يتابعون سعر صرف العملات، وعلى أساسه يقررون البيع أو الشراء، وهناك بعض تجار المخدرات، خاصة الكوكايين، يحتفظون بالعملات الأجنبية لأداء مزوديهم.