قبل المؤتمر..صراعات الاجنحة داخل البوليساريو وحالة من التيه تعيشها قيادة الرابوني

تشهد جبهة البوليساريو، في الآونة الاخيرة حالة من التمزق و الصراع، لم يسبق أن مرت به في الماضي، ويأتي هذا في سياق التطاحنات التي تقع بين أجنحة جبهة البوليساريو مع اقتراب موعد انعقاد المؤتمر المقبل ، حيث لم يتم الحسم في اختيار زعيم البوليساريو، يحظى بالإجماع بين قيادة الرابوني كما هو معتاد في كل المؤتمرات السابقة.

مستوى الارباك و التيه الذي اصاب قيادة البوليساريو، ظهر جليا في تأجيل موعد اجتماع الامانة العامة الى حين خلق توافق حول شخص ما، و بمعنى اصح الى حين تأشير النظام العسكري الجزائري، على الشخص المرغوب فيه، و العمل على ضمان موافقة الجميع على الاختيار، و ضمان عدم حدوث تمرد او خلاف قد يتسبب في تعرض مشروع البوليساريو للخطر.

عجز قيادة الرابوني على عقد اجتماعها الاخير، و الذي يعتبر مصيري نظرا للقرارات التي من المنتظر أن يحسم فيها، من مثل شروط الترشح لرئاسة البوليساريو، يظهر بوضوح ارتهان هذه القيادة في قراراتها الى النظام الجزائري، و أن المتحكم الرئيسي في اختيار زعيم البوليساريو هو الجزائر.

ويظهر أن الجزائر قد استنفدت ورقة إبراهيم غالي الذي أصبح منتهي الصلاحية بسبب المشاكل و الخلافات التي أصبحت تطفوا الى السطح ضده،  وهو أمر يحرج الحاضنة الجزائرية  ويجعلها كمن يوفر غطاء لشخص غير مرغوب فيه بين رفاقه، و يتهمه الكثير من الصحراويين بأنه فشل في تحقيق مكتسبات للبوليساريو، بل وفشل حتى في المحافظة على ما سبق منها .

ويبدو هذا الأمر يشكل ازعاجا للجنرالات في الجزائر إذ يحرص هؤلاء دائما على عدم إثارة الضجيج عندما يتم  الترتيب لانعقاد المؤتمر و اختيار زعيم البوليساريو.