قبل أقل من 10 أيام يُرتقب أن تنطلق القمة العربية في نسختها الحادية والثلاثين في الجزائر، يومي 1 و2 من نونبر المقبل، في ظل تحدّيات أمنية واقتصادية وأزمات سياسية، فيما يظل حضور دول متعدّدة -إلى حدود الساعة- غير مؤكد.
ويرى مراقبون انه قد أصبح في حكم المؤكد، فشل القمة العربية المقررة بداية نونبر بالجزائر، بعدما أعلن بشكل رسمي ولي العهد السعودي إلغاء حضوره، والشيء نفسه علم لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، و البحرين و الكويت، التي ستحضر بمستوى وزاري فقط، في القمة التي يرتقب أن يحضرها فقط، أمير قطر، و الرئيس التونسي، إضافة إلى الرئيسين الفلسطيني والموريتاني.
فقد أعلنت الرئاسة الجزائرية في بيان في وقت متأخر السبت بأن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لن يحضر القمة العربية المقررة في الأول والثاني من نوفمبر بالجزائر، امتثالا لنصائح وتوصيات الأطباء بتجنب السفر.
وجاء في نفس البيان بأن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد تلقى مكالمة هاتفية من الأمير محمد "أعرب له فيها عن تأسفه لعدم حضوره اجتماع القمة العربية".
وتابع البيان حسب وكالة الأنباء الجزائرية: "أبدى السيد الرئيس تفهمه لهذه الوضعية وتأسفه لتعذر حضور ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان متمنيا له موفور الصحة والعافية ومعبرا له أن المملكة العربية السعودية الشقيقة ستظل حاضرة معنا في كل الظروف".

الامر الذي طرح علامات استفهام كبرى، فكيف للجزائر ان تعلن عن مرض ولي عهد المملكة العربية السعودية في حين لم تتحدث السعودية نفسها عن الامر؟
وهل الوضع الصحي لولي العهد خطير لدرجة انه سيبقى مريضا طول هذه المدة التي تسبق اللقمة العربية وهي 10 ايام،أم أن قصة المرض اصلا غير صحيحة بما ان السعودية لم تتحدث عنها ولم تعلن عنها من قبل؟
وأكد المتتبعون، أن بيان الرئاسة الجزائرية أخطا في الاعلان عن دوافع غياب ولي العهد السعودي الذي يعتبر ضربة قاضية للقمة العربية المرتقبة
ولم يستغرب الكثيرون هذا الاعلان مؤكدين ان ولي العهد السعودي، سبق وان أعلن مقاطعة القمة العربية، من خلال الإلغاء المفاجئ وغير المتوقع لزيارته للجزائر في نهاية شهر يوليوز المنصرم، بسبب تعنت النظام العسكري الجزائري الذي رفض أي إصلاح لعلاقاته الدبلوماسية مع المغرب، كما أظهر للعلن في الوقت نفسه تمسكه السافر بازدراء الوساطة السعودية في الموضوع بشكل عام، مما خلف استياء كبيرا لدى القيادة السعودية”.
واكد مراقبون أن غياب ولي العهد السعودي عن القمة العربية المزمع تنظيمها بالجزائر سيدفع بالعديد من القادة العرب إلى عدم المشاركة، والاكتفاء فقط بإرسال ممثلين عنهم، بسبب استمرار النظام العسكري الجزائري في تعنته ورفع شعارات فارغة كحرصه على لم الشمل العربي، وعلى وحدة الصف العربي، في الوقت الذي يقوم بعكس ما يدعي.
ويرى مراقبون أن الرفض الخليجي لحضور القمة على أعلى مستوى، جاء مباشرة بعد الزيارة التي قام بها وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الى السعودية حاملاً رسالة من الملك محمد السادس لنظيره الملك سلمان.
ويرى متتبعون أن النظام العسكري الجزائري رفض أية وساطة سعودية خليجية للصلح مع المغرب، وهو ما إعتبره ملوك وأمراء الخليج، بمثابة حكم مسبق على فشل القمة العربية، في الوقت الذي يرفع فيه النظام الحاكم في الجزائر، شعار “قمة لم الشمل” بينما يرفض الصلح مع جاره، الذي قطع معه العلاقات الدبلوماسية من جانب واحد، كما أغلق الأجواء في وجه الطيران المدني والعسكري المغربي.
وبعيداً عن أخبار غير رسمية توردها صحف ومجلات وطنية ودولية بين الفينة والأخرى، يظل حضور المغرب في “قمة الجزائر” مجرّد تكهن، رغم طرح خبراء العلاقات الدولية والمراقبين هذه الخطوة كفرصة محتملة لتجاوز الخلافات بين البلدين ومعالجة الملفات العالقة.