إهتزت مختلف مواقع التواصل الإجتماعي على وقع تداول مقطع فيديو يوثق تقديم وجبات غذائية فاسدة تحتوي على الديدان لمهاجرين مغاربة بمركز إحتجاز الأجانب “زابادزوريس” في مدينة فالنسيا بإسبانيا، وهو ما جعل العديد من الجمعيات الإسبانية والأجنبية تستنكر وتعبر عن تنديدها لهذه الأعمال التي تتنافى مع القوانين والتوصيات الموصى بها في هذا الإطار.
ومن جانبهم، أقدم المهاجرين المغاربة على الدخول في إضراب عن الطعام، مستنكرين هذه المعاملة غير الإنسانية والظروف المهينة السائدة في المركز، والتي لا توفر حتى أبسط متطلبات الغذاء الصحي للإنسان، في غياب الماء كافي والطعام الصحي.
وتجدر الإشارة، إلا أنه ليست المرة الأولى التي يحط فيها مركز “زابادزوريس” في واجهة النقد والجدل، بل سبق في عام 2019 أن إهتز الرأي العام ومختلف المنابر الإعلامية الإسبانية على وقع إقدام مهاجر مغربي على الإنتحار بقميصه المربوط في سريره بزنزانته الإنفرادية.
وكشفت حينها منظمة “سياس نو” المعارضة لإحتجاز الأجانب، أن الشاب المغربي المنتحر سبق له أن بعث بشكاية إلى مدير المركز يعبر فيها عن الأوضاع المزرية التي تفقتر لأبسط سبل العيش الكريم، لكن رسالته تم إستقبالها بالتجاهل وعدم الاكتراث لمعاناته الجسدية، والضرب المتعرض له بسبب شجاره مع نزيل كولومبي.
ويظهر جليا أن ما يقدم عليه هذا المركز، هو نشاط غير ملائم للمعايير التي تنص عليها مختلف المواثيق للدولية والمنظمات الحقوقية، وعدم الإكتراث للتبعات النفسية الناتجة عن هذه الأوضاع المزرية. وغياب المراقبة من المؤسسات الحقوقية الإسبانية يطرح تساؤلات عديدة عن مدى استمرار حصد عدد من الأرواح، فحادثة المهاجر المغربي ليست الوحيدة.