لم يعد يفهم المواطن المغربي ما يجري في البلاد، كبار القوم أصبحوا يتصرفون كالأطفال الصغار ، ومؤسسات الدولة من برلمان وحكومة خارج زمان ما يجري بالبلاد، برلمان أصبح سيركا كما قال الراحل الحسن الثاني رحمه الله، وحكومة تائهة تعيش تناقضات وصراعات ظاهرة ومبطنة ، اخرها ما قاله رشيد الطالبي حول المغاربة عند مطالبة أخنوش بالرحيل ، وما قاله أحد قادة حرب الأصالة والمعاصرة حول نفس القضية، حتى أصبح المغاربة يتسائلون من نصدق ؟ ومن يستهزئ بالمغاربة؟ ومن يقول الحقيقة؟الطالبي الذي وصف المغاربة الذين يطالبون أخنوش بالرحيل بالمرضى ؟ أم ما قاله أحد قادة الأصالة والمعاصرة إن المغاربة عبروا بطريقة حضارية عن رحيل أخنوش.
مثل هذه الاسئلة أصبح يتداولها رواد مواقع التواصل الإجتماعي،خصوصا بعد ظهور عدة تناقضات بين مكونات الأغلبية الحكومية والتي بدأت تفرز في الاونة الاخيرة نوعا من التشتت وعدم الإنسجام.
فبعد خرجة ثاني رجل في حزب التجمع الوطني للأحرار رشيد الطالبي العلمي ، وما أثارته من ردود فعل قوية، وإنتقادات لاذعة من طرف نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي، بسبب وصفه للمغاربة الذين شنوا حملة ضد غلاء المحروقات بـ"المراض".
هذا الوصف غير اللائق الذي قاله الطالبي عن المغاربة خلال المؤتمر الجهوي للتجمع الوطني للأحرار بسوس ماسة، المنعقد يوم الجمعة الماضي في أكادير، وضعته في موقف لا يحسد عليه، حيث أثار نعته للمشاركين في الحملة بـ"المراض"، إستياء فئة عريضة من المغاربة الذين اعتبروا كلامه مستفزا.
وطالب العشرات من النشطاء من الطالبي العلمي بالإعتذار للمغاربة، وعدم إساءتهم وإهانتهم في خرجاته الإعلامية وفي اللقاءات السياسية، حيث اعتبرت فئة من الرواد أن من حق المواطنين التعبير عن موقفهم من الغلاء والإحتجاج عليه بالطريقة التي تناسبهم حق دستوري.
وقال العلمي في الفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، :"هادو مساكن مراضين لي ديرين هاد الحملة ندعوي معاهم الله يشافيهم ويهديهم لطريق الصواب".
وبعذ تصريح الطالبي خرج حزب الاصالة والمعاصرة المشارك في الائتلاف الحكومي في بلاغ لمكتبه السياسي ليصف الهاشتاغات المتداولة بمواقع التواصل الاجتماعي والمطالبة بخفض الأسعار ب” بالاسلوب الحضاري”.
وإعتبر المكتب السياسي ل”البام”، أن الحملات المطالبة بخفض الأسعار تمت بشكل حضاري عبرت عن تضرر المواطنين من إرتفاع الأسعار.
ويبين هذا التناقض في المواقف بين الأحزاب المشكلة للحكومة، أنها حكومة مبلقنة ،وقابلة للإنفجار في أي وقت ، إنه تناقض يحمل بين طياته عدة دلالات تؤكد أن حزب الأصالة والمعاصرة هو أول من سيقلب الطاولة على أخنوش ،لأن ما يفرقهما اكثر مما يجمعهما ،إضافة أن حزب الأصالة والمعاصرة معروف أنه حزب إستثنائي في كل شيئ ، ومن أجل إستمرار وجوده فهو قادر أن يفعل أي شيئ لكون تركيبته قيادته وهياكله تجمعها المصالح أثر من المبادئ أو الأفكار أو الإيديولوجيات أو المبادئ.