حصري...كواليس إجتماع قادة الإستقلال..تحديد تاريخ المؤتمر الإستثنائي والإتفاق على ان المؤتمر سيد نفسه

كشفت مصادر جد مطلعة في حديث مع "بلبريس"، تفاصيل إجتماع اللجنة التنفيذية لحزب الإستقلال، الذي دام لأزيد من عشر ساعات، مساء يوم أمس الجمعة 17 يونيو الجاري، حيث إنه امتد الى الساعة الخامسة صباحا.

وأكدت ذات المصادر، على ان هذا الإجتماع الذي حضره كل أعضاء اللجنة التنفيذية، والأمين العام للحزب، إنتهى بالتوافق حول تاريخ المؤتمر الإستثنائي، والذي سينعقد يوم 6 غشت المقبل، بدل 6 شتنبر كما كان يراهن جناح حمدي ولد الرشيد الذي كان يرغب في ‘زاحة نور الدين مضيان العدو اللذوذ لولد الرشيد من رئاسة الفريق ، وتعيين رئيس جديد للفريق الإستقلالي مهما كانت نتيجة إقتراع إنتخابات الحسيمة الأسبوع المقبل يكون محسوبا على تيار ولو الرشيد. ويجب الإشارة -هنا- ان رئاسة الفريق تشكل إحدى نقط الخلاف الجوهرية بين جناح نزار بركة وولد الرشيد.

وحسب مصادر بلبريس فان عودة نور الدين مضيان لرئاسة الفريق الإستقلالي سيغير العديد من موازين القوى بين الجناحين خصوصا وأنه محسوب على تيار نزار بركة، ومن أشد الرافضين لهيمنة ولد الرشيد علي أجهزة حزب علال الفاسي.

وأشارت ذات المصادر، إلى أن قيادة الحزب وافقت على ثلاثة تعديلات تقدم بها نزار بركة، مبرزة أن بركة لم يقم بالدفاع عن التعديلات التي أثارت جدلا كبيرا حول اقصاء برلمانيي الحزب من المجلس الوطني، وعدم تمثيلية التنظيمات الموازية في برلمان "الميزان".

وأبرزت المصادر ذاتها، أن اللجنة التنفيذية تشبثت بجل مخرجات "خلوة الهرهورة"، على أن يتم فتح نقاش معمق في هذه التعديلات أثناء المؤتمر الإسثنائي، بين كل مكونات الحزب.

كما قررت اللجنة التنفيذية، حسب ذات المصادر، إستفسار مجموعة من مفتشي الحزب المتواجدين بجهة طنجة تطوان الحسيمة، وجهة مراكش آسفي، بسبب توقيعهم على بلاغات ضد اللجنة التنفيذية للحزب.

على كل ـإجتماع الأمس كان حاسما ، ولم ينتصر فيه جناح على آخر بشكل كبير، وإن كان جناح نزار بركة يبدو أنه اكثر توفقا في نقطة محورية هي تاجيل تاريخ المؤتمر الإستثنائي الى ما بعد معرفة نتائج إقتراع إنتخابات الحسيمة الأسبوع المقبل ، وفي حالة إعادة إنتخاب نور الدين مضيان وتعيينه رئيسا لفريق البرلماني  من جديد فإن العديد من موازين القوى ستتغير في ظل الخلاف بين تياري ولد حمدي وبركة. لدى فان الكثير من القضايا بقيت مؤجلة الى ما بعد معرفة نتائج إنتخابات الحسيمة، وتعيين رئيس الفريق الإستقلالي،وسيحسم فيها المؤتمر الإستثنائي.

لكن، رغم كل ذلك نؤكد ان ما يجري داخل الحزب هو مؤشر إيجابي على ـنه حزب كبير ، وحزب التيارات الفكرية ، وحزب الديمقراطية الداخلية، وليس حزب قداسة الزعيم او الرئيس، ،وحزب الرأي الواحد ..وحزب الفكرة الواحدة . إن ما يجري اليوم داخل حزب علال الفاسي من نقاشات ومن مواجهات ومن مقاربات وإختلاف في الرؤى لا يوجد إلا في الاحزاب الحقيقية، وهو ما غاب في المؤتمرين الأخيرين للحزبين الحليفين له في التشكيلة الحكومية الحالية ، وهنا وجب التمييز بين حزب المؤسسات وحزب الأشخاص.

على كل السياق الوطني صعب، والسياق الدولي مضطرب،ومخاطر الوباء والغلاء ما زالت قائمة ، وعليه فالبلاد اليوم ليست بحاجة لأزمة سياسية ،ولا ّإّلى أي تصدع داخل أحزاب الأغلبية الحكومية ، فهناك أكثر من مبرر لحفاظ التحالف الحكومي لمواجهة عدة تحديات ومخاطر على الأقل إلي نصف الولاية ، وما على قيادة الإستقلال ومناضليه إلا وضع مصلحة الوطن فوق مصلحة الحزب ، وتدبير الخلافات ديمقراطيا عبر تفعيل والإلتزام بقوانين الحزب والقانون التنطيمي للأحزاب السياسية ومقتضيات الوثيقة الدستورية التي إعتبرت الخيار الديمقراطي رابع ثوابت.

وهذا هو عين العقل .