في اليوم العاشر من الحملة الانتخابية..مسلسلات تركية وطرد للمرشحين وأسر انتخابية

انطلقت الخميس الحملة الإنتخابات البرلمانية والمحلية المقررة في الثامن من شتنبر، التي من شأنها أن تفرز حكومة جديدة بعد انقضاء ولاية الائتلاف الحالي بقيادة حزب العدالة والتنمية.

وهذه هي المرة الأولى في تاريخ المملكة التي يدعى فيها قرابة 18 مليون مغربي 46% منهم نساء، للتصويت في اليوم نفسه لاختيار نواب الغرفة الأولى للبرلمان(395 عضوا)، فضلا عن أكثر من 31 ألف عضو منتخب في مجالس العمالات والجهات

“أرطغرل” يشارك في حملة “البيجدي”

 

لجأ مرشح بحزب العدالة والتنمية إلى موسيقى فيلم تركي شهير يجسد والد مؤسس الدولة العثمانية بهدف التعريف بالمرشح أمام المنتخبين بمنطقة العروي.

وعمت سخرية واسعة اجتاحت مواقع التواصل الإجتماعي، مباشرة بعد نشر الفيديو الذي يعرف بحزب العدالة والتنمية تحث أنغام موسيقى فيلم أرطغرل، جيث لجـأ مرشح البيجدي بالدائرة رقم 23 لإنتخابات جماعة العروي بنشر الفيديو على صفحته بالفايسبوك وسط إنتقادات متابعيه.

أما منتقدو الفيديو، فقد هاجموا الوصلة الإشهارية للمرشح وحزب البيجدي، مؤكدين بأن الفيديو هو مثال حي على كون الحزب وأعضاؤه تفكيرهم متأثر بتركيا الأردوغانية وثقافتها وليس بالمغرب وتمغربيت.

 

 ساكنة الاحياء الشعبية بفاس ترفع شعار "شباط سير فحالك"

 

وجد شباط رفقة عدد من أتباعه،، محاصرين من قبل عشرات الشبان في حي عيونات الحجاج الشعبي بمقاطعة سايس بمدينة فاس، حيث رفعوا شعارات مناوئة واتهموه بـ”الفساد” ولم يتركوه يواصل حملته في دروب وأزقة هذا الحي والذي كان في السابق يحصد فيه عددا كبيرا من الأصوات.

ونزل شباط بثقله في الأيام الأخيرة للحملة إلى عدد من الأحياء الشعبية بالمدينة، حيث أشرف على تنظيم لقاءات وصفتها حملته بالناجحة. لكنه واجه غضب الساكنة في هذا الحي الذي يعرف تنافسا محموما على أصوات ساكنته من قبل عدد من الأعيان المرشحين، ومنهم أعيان حزب الأصالة والمعاصرة، والتجمع الوطني للأحرار، وذلك إلى جانب مرشحي حزب الاستقلال.

مرشحون شيوخ يرفعون شعار “التشبيب” في الانتخابات

“صوتو على الشباب ايلا بغيتو التغيير”، بهاته العبارة عنون أحد المرشحين للانتخابات الجماعية لائحته التي تضم حوالي 30 فردا، ذكورا و إناثا، بإحدى الجماعات المحلية.

الغريب في منشور الدعاية الخاصة بهذا المرشح أنها تحمل عددا من الصور لأشخاص يفوق عمرهم الخمسين و الستين سنة، و هو ما يتناقض مع مضمون الشعار الذي اختاره لحملته و المدون بخط عريض في أسفل الإعلان.

هذا الأمر ينطبق على مجموعة من المرشحين للانتخابات سواءا بالدوائر الحضرية و حتى القروية، حيث يحاول الجميع العزف على وتر “الشباب” لتسويق أنفسهم و محاولة استمالة الكتلة الناخبة رغم أن صورهم تظهر عكس ما يدعون.

و انتشرت بشكل كبير ظاهرة “استغلال الشباب” في اللوائح الانتخابية بعدما أصبحت الوجوه المألوفة التي شاخت من فرط استهلاكها كل اقتراع ورقة محروقة، حيث تجد أغلب اللوائح تعتمد شعار” التشبيب” بالرغم من أن وكلاءها من فئات عمرية متقدمة.

التوريث يسائل الأحزاب..أسر انتخابية ولوائح من اسرة واحدة

عرفت ظاهرة العائلات الانتخابية حضورا قويا في الانتخابات الحالية، وبدت العديد من اللوائح تحمل أسماء تنتمي إلى الأسرة الواحدة، بل هناك لوائح في العديد من المناطق تحمل اسم أسرة واحدة، وكأن الحزب في تلك المدن بات مسجلا باسم تلك الأسرة.

و ما زاد الظاهرة انتشارا في هذه الانتخابات التي تجرى في يوم واحد، هو عجز الأحزاب عن تغطية شاملة للوائح في الانتخابات المحلية والجهوية والبرلمانية ما اضطر العديد من الأحزاب إلى الاستنجاد بأفراد الأسرة، من أبناء وزوجات وأصهار لملء اللوائح، في ظاهرة غربية تثير الكثير من الأسئلة.

في قراءة لبعض اللوائح التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تشير اليومية، يمكن الوقوف عند هذه الظاهرة التي تسيطر فيها العائلة الواحدة على اللائحة أو يترشح جميع أفراد العائلة في دوائر مختلفة، ففي فاس أصر حميد شباط، الأمين العام السابق لحزب الاستقلال، بعد رفض منحه التزكية من قبل نزار بركة، الأمين العام للحزب، على الترشح لمنصب عمدة فاس، ما اضطره إلى الإلتحاق بحزب جبهة القوى الديمقراطية، لقيادة لائحة الزيتونة في العاصمة العلمية رفقة أفراد عائلته ومريديه من المنسحبين من الاستقلال.

وحرص شباط، على ترشيح ابنته ريم وكبلة للائحة الجهوية للنساء، وزوجته فاطمة طارق، وكيلة للجزء الثاني في مقاطعة زواغة، كما ترشح ابنه نوفل البرلماني وكيلا لائحة بتازة، وبجهة فاس دائما، عاد امحند العنصر الأمين العام للحركة الشعبية إلى انتخابات الجهة، وكيلا للائحة الحركة الشعبية، فيما ترشح ابنه حسن العنصر، بدائرة بولمان للمرة الثانية، وهذه المرة إلى جانب زوجته.

ورشحت حليمة العسالي، القيادية في الحركة الشعبية ابنتها زینب أمهروق، وكيلة اللائحة الجهوية باسم الحركة الشعبية ولا يقف ذلك عند الحركة الشعبية بل إن الظاهرة تكاد تخترق جميع الأحزاب مثل حزب الاستقلال، الذي رشح عائلة بكاملها في لائحة واحدة ببوجدور، ويتعلق الأمر بالاستقلالي والبرلماني عبد العزيز أبا، الذي رشح أفراد من العائلة في الانتخابات البلدية والجهوية والبرلمانية، حيث تضمن الملصق الانتخابي أسماء عزيزة أبا، وعبد العزيز أبا، وامحمد آبا، والبشير أبا.

وعرف اقليم السمارة أيضا  هيمنة عائلة حنيني على ترشيحات الاستقلال، حيث ترشح مولاي خطري حنيني بالدائرة 2، ومريم حنيني بالدائرة 11، وسيدي محمد حنيني بالدائرة 1، ومولاي خطري حنيني بالدائرة 2، وللا مريم بالدائرة 5.

ولم تخل لوائح أحزاب اليسار من الظاهرة، رغم اختلاف السباق،إذ غالبا ما تجد أفراد الأسرة الواحدة وهم مناضلون في الحزب منذ سنوات، يضطرون إلى الترشح النضالي، من أجل دعم لوائح الحزب، أمام الصعوبات التي واجهها في التغطية الشاملة للدوائر المحلية والجهوية والبرلمانية، خاصة في الشق المتعلق بالترشيح النسائي ، الذي فرض تحديا كبيرا على الأحزاب، ما أضطر أغلبها إلى ترشح نساء لا علاقة لها بالانتماء السياسي ليحل محله الانتماء إلى العائلة، في إطار دعم وكيل اللائحة والأمثلة هنا كثيرة وتشمل أفراد من أسرة واحدة يتوزعون على اللوائح في أكثر من مقاطعة ومدينة.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.