بسبب جرائم ضد الإنسانية.. إبراهيم غالي في مستشفى إسباني باسم مستعار تهربًا من القضاء
لا يزال زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، 73 عامًا، في حالة خطيرة بهوية مزورة في مستشفى في لوغرونيو "لأسباب إنسانية"، وفقًا لمصادر دبلوماسية تحدثت لوكالة "أوروبا برس".
ويعاني غالي، من مشاكل في الجهاز التنفسي، ودخل المشفى باسم مستعار "محمد بنبطوش" وهوية جزائرية لتجنب المشاكل مع القضاء الإسباني الذي يتهمه بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.
وعانى غالي أيضًا من سرطان الجهاز الهضمي منذ عدة سنوات وكان قد نُقل سابقًا إلى المستشفى في تندوف الجزائرية، حيث تلقى زيارة من رئيس الأركان الجزائري سعيد شنقريحة.
ووفق ما قالت مجلة "جون أفريك"، المتخصصة في الشؤون الإفريقية؛ "رفضت ألمانيا استقبال غالي، وبعد مفاوضات على أعلى مستوى في الدولة الجزائرية، تقرر نقله إلى إسبانيا بضمان رئيس الجمهورية؛ بيدرو سانشيز؛ أنه لن يتم توقيفه من قبل العدالة".
وأشارت المجلة إلى أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون "هو الذي وضع فريق الأطباء الجزائريين الذين رافقوا غالي إلى سرقسطة على متن طائرة طبية مستأجرة للجزائر".
"صورة إنسانية"
وأكدت مصادر دبلوماسية تحدثت لـ"أوروبا برس" أن غالي، زعيم البوليساريو، موجود في إسبانيا "بصورة إنسانية بحتة"، دون الخوض في مزيد من التفاصيل.
وأكدت جبهة البوليساريو في بيان إصابة غالي بفيروس كورونا لكن حالته الصحية "ليست مدعاة للقلق" و"يتعافى بشكل إيجابي".
وبهذا المعنى، فقد أشارت إلى أنه "يخضع للعلاج منذ عدة أيام، رغم أنه لم يوضح مكانه".
فرضيات مختلفة
ومنذ أسابيع، تتساءل جميع وسائل الإعلام المغربية والجزائرية عن مكان وجود غالي، الذي لم يظهر في عدة مناسبات رسمية.
ونتيجة غيابه ظهرت العديد من الفرضيات حول اختفائه؛ وأشار البعض إلى إصابته بكوفيد، واعتبره آخرون ميتًا، وأشار البعض إلى أنه موجود في العاصمة الجزائرية.
جرائم إبادة جماعية
واتهم قاضي المحكمة الوطنية الإسبانية، خوسيه دي لا ماتا، إبراهيم غالي في عام 2016 بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية وقتل وتعذيب واختفاء ارتكبها ضد الصحراويين المعارضين في مخيمات تندوف.
واعترف القاضي بشكوى تم النظر فيها في نوفمبر 2012، والتي رفعتها جمعية صحراوية وثلاثة ضحايا ضد 28 من أعضاء جبهة البوليساريو ومسؤولين حكوميين جزائريين كبار.
قبل قبول الاتهام، كان الأمين العام لجبهة البوليساريو قد خطط لزيارة إسبانيا، ولكن بعد أن علم باستدعاء القضاء، لم يسافر إلى إسبانيا، حيث كان سيشارك في مؤتمر دولي ببرشلونة، ولذلك لم يمثل أمام القاضي فيما يتعلق بالشكوى الخاصة بانتهاكات حقوق الإنسان.
زعيم منذ عام 2016
في العام 2016، تم انتخاب إبراهيم غالي أمينًا عامًا جديدًا لجبهة البوليساريو، بعد وفاة محمد عبد العزيز في ذات العام.
وقبل ذلك التاريخ، شغل غالي منصب رئيس الفرع السياسي لجبهة البوليساريو، وهو من بين مؤسسي جبهة البوليساريو وتقلد مناصبًا بالمنظمة.
وولد غالي في مدينة السمارة في 19 غشت 1949 وكان أحد مؤسسي جبهة البوليساريو، وعين أول أمين عام لها في مؤتمر 10 ماي 1973.
وكان غالي نفسه هو الذي أعلن في نوفمبر 2020 انتهاء الالتزام بوقف إطلاق النار الموقع بين جبهة البوليساريو والمغرب عام 1991.