ماء العينين: الأحزاب تعيش موسم الانسحاب الجماعي من القضايا الكبرى

قالت النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، آمنة ماء العينين، إن الأحزاب تعيش موسم الانسحاب الجماعي من القضايا الكبرى التي تشغل الرأي العام، كما تعيش حالة انتظارية غير مفهومة، لكنها مضرة بوضع البلد وصورته وحاجته إلى التوازن والتعددية واستقلالية المؤسسات بعضها عن بعض.

 

وأشارت ماء العينين في تدوينة لها إلى أن الأحزاب السياسية وجدت لتصير صوتا جماعيا وكتلة موحدة للتصدي لانتهاكات حقوق الإنسان وخرق القوانين وتكريس الظلم.

وأضافت النائبة “كانت للأحزاب فيما مضى مشاريع ورهانات تدافع عنها بشكل جماعي، مما كان يصعب على السلطة الاستفراد بالأفراد وعزلهم واستهدافهم تمهيدا للتخلص منهم بطريقة من الطرق، فقد كانت الأحزاب قوية تحمي ظهور المناضلين، وتفاوض مواقع النفوذ لانتزاع ما يلزم من الانفتاح والديمقراطية والتطور الإيجابي”.

وأضافت ماء العينين “ولأن هذه الأحزاب أضحت عاجزة عن ملء ساحة النقاش السياسي الحقيقي، أصبح هذا الفراغ يُملأ بلا شيء وكل شيء، كما أصبح النقاش الحزبي الداخلي متمحورا حول قضايا هامشية عادة ما تكون مصطنعة أو موجَّهة للمزيد من استدامة السطحية، أو ترسيخ النزعات الاستعراضية حينما ينخرط الجميع في قضايا لا ينفذ النقاش إلى عمقها، فتتحول إلى تكرار وإعادة اجترار الصورة والمضمون في نزوع جماعي للسهولة والأمان”.

واعتبرت أن السياسة تبدأ باستصدار شهادة وفاتها حينما تصير رديفا للسهولة والاستعراضية والبحث عن الأمان، مضيفة أن السياسة والحزبية تبدو باهتة رتيبة ومنفرة حينما تصير بدون جدوى، ولنتذكر أن البلد حينما خلص إلى الحاجة إلى نموذج تنموي جديد، اعتمد مقاربة تُغيب الأحزاب وتكتفي بالاستماع إلى آرائها مثل باقي المؤسسات والأفراد مما يطرح سؤال الجدوى من وجودها.

وخلصت ماء العينين في تدوينتها إلى أنه “لا يبدو أن الحزبية تاريخيا قد مرت بمرحلة أصعب مما تمر به اليوم، كانت الأحزاب أقوى وأكثر حضورا خلال سنوات الجمر والرصاص، أما اليوم فيبدو أن النخب الحزبية قد حسمت اختيارها بعيدا عن النضال السياسي والحزبي”.