كشف منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف، المعروف بـ "فورساتين"، عن حالة من الانفلات الأمني الخطير شهدها مخيم العيون مؤخرًا، حيث اندلعت مواجهات عنيفة بالأسلحة النارية بين عصابات متناحرة، مما أثار موجة من الرعب والهلع الشديدين بين سكان المخيم، وذلك وسط غياب تام لسلطات البوليساريو وصمت مريب للجيش الجزائري المرابط على مقربة.
ونقل المنتدى تفاصيل الواقعة من قلب المخيمات، موضحا أن مخيم العيون شهد "إنزالاً كثيفاً" لعناصر إجرامية تابعة لإحدى عصابات تهريب المخدرات، قامت بالهجوم المسلح على أفراد ينتمون لعصابة منافسة، في مشهد يعكس تصفية حسابات دموية بين هذه الشبكات الإجرامية التي تنشط داخل المخيمات.
وأضاف المصدر أن المخيم تحول في لحظات إلى ساحة حرب حقيقية، حيث استخدمت الذخيرة الحية في المواجهات التي دارت رحاها بين الأحياء السكنية "نهارا جهارا".
وأدى تبادل إطلاق النار الكثيف إلى بث الرعب في نفوس السكان العزل، الذين اضطروا للاختباء داخل "براريكهم" السكنية وإغلاقها بإحكام لساعات طويلة، تاركين الساحة خالية للعصابات المسلحة.
اقرأ أيضا :هروب نوعي يهز البوليساريو: 3 مسلحين يصلون المغرب ويروون تفاصيل الانشقاق والتذمر بالمخيمات
وسجل منتدى "فورساتين" بغرابة شديدة الغياب التام والمطبق لما يسمى بـ"شرطة ودرك" جبهة البوليساريو عن مسرح الأحداث بمخيمات تندوف، بالتزامن مع صمت الجيش الجزائري الذي تتمركز وحداته على بعد أمتار قليلة خارج محيط المخيم، والذي لم يحرك ساكناً لوقف الاشتباكات أو حماية السكان. وعلق المنتدى بأن هذا الجيش "يستقوي فقط على الأبرياء من المسافرين والمتنقلين إلى خارج المخيم".
وليست هذه الحادثة معزولة، فمشاهد العنف والمواجهات المسلحة تتكرر بشكل مقلق داخل مخيمات تندوف، مما يعكس حالة الفوضى وتردي الأوضاع الأمنية.
وتأتي هذه الاشتباكات بعد يوم واحد فقط من كشف منتدى "فورساتين" عن تفاصيل عملية هروب نوعية لثلاثة عناصر من ميليشيات البوليساريو، نجحوا في الوصول إلى التراب المغربي عبر منطقة أم دريكة، وهم يرتدون الزي العسكري للجبهة ويرفعون شارة السلام البيضاء، في دلالة على رغبتهم في الانشقاق والعودة إلى الوطن الأم.
وأشار المنتدى في بلاغ وصل بلبريس نسخة منه، إلى أن عملية الهروب هذه كانت نتيجة تخطيط طويل وسري، حيث انتظر العناصر الثلاثة الفرصة المناسبة للتنفيذ، ولم يخبر سوى أحدهم فرداً من عائلته بقرار الفرار.
واعتبر المنتدى أن هذا الانشقاق الجديد يعكس بوضوح حالة التذمر والرفض المتزايدة داخل صفوف مجندي الجبهة، ويفضح "الادعاءات الكاذبة" حول الحرب الوهمية التي تروج لها قيادة البوليساريو عبر بلاغاتها اليومية التي لا تمت للواقع بصلة.
ويقدم هذا المعطى دليلاً إضافياً وواضحاً على مدى هشاشة البنية العسكرية للبوليساريو وتآكلها من الداخل، حيث تعتمد بشكل كبير على المئات من الشباب والرجال الذين لا يربطهم بالمشروع الانفصالي أي قناعة حقيقية، بل تدفعهم إليه ظروف القهر والاحتجاز والخوف المستمر من بطش القيادة والجزائر الداعمة لها، بالإضافة إلى الخوف على مصير أهاليهم المحتجزين في المخيمات.