وفاة خليفة بن زايد ال نهيان.. حداد في المغرب ومسار جديد في العلاقات المغربية الإماراتية

لا يزال التاريخ يحفظ في صفحاته أرشيفا خالدا من المنجزات التي خلفها التعاون المثمر، الذي توج العلاقات المتينة التي تجمع المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وهو ما تأكد طيلة العقود الماضية، في عهد مؤسس الدولة، الراحل خليفة بن زايد ال نهيان، واستمر في عهد خليفة بن زايد، ناهيك عن العلاقات الأخوية والشخصية التي تربط جلالة الملك محمد السادس والأمير محمد بن زايد الذي يدعم مباشرة السيادة المغربية والمصالح الاستراتيجية للمملكة المغربية، وبوفاة رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، فقد فقدت الأمة العربية والاسلامية زعيما وقائدا كان دائما قريبا من هموم الأمة العربية، وقضايا شعوبها، وبذلك يفقد المغرب صديقا عزيزا كان يعتبر المملكة المغربية بلده الثاني، مرتبطا أشد الارتباط بالوحدة الترابية والسيادة المغربية.

وفي هذا الصدد، قال حسن بلوان، خبير في العلاقات الدولية، "لا جديد اذا تحدثنا عن العلاقات الأخوية المتميزة والمتينة، بين المملكة المغربية ودولة الامارات العربية المتحدة"، أما بخصوص انعكاس رحيل رئيس دولة الإمارات، خليفة بن زايد، على العلاقات المغربية الإماراتية قال بلوان "أعتقد أنها لن تتأثر بهذه الوفاة، على اعتبار أن العلاقات الشخصية بين جلالة الملك محمد السادس والأسرة الحاكمة في الإمارات قوية إلى حد التلاحم"، موضحا أن الروابط بين الأجهزة والمؤسسات الدستورية في البلدين قوية ومبنية على أسس متينة، يعكسها حجم العلاقات السياسية، الدبلوماسية، والاقتصادية، والثقافية بين البلدين.

وفي نفس السياق، أكد بلوان أنه ولكل هذه الاعتبارات، يمكن الجزم بأن العلاقات المغربية الإماراتية ستعرف المزيد من التقدم والازدهار، خاصة إذا تم استحضار علاقة ولي العهد محمد بن زايد مع المغرب، باعتباره المرشح الأفضل لخلافة الراحل خليفة بن زايد، على رأس المجلس الاتحادي الإماراتي، وهو ما سينعكس إيجابا على المصالح الاستراتيجية للمملكة المغربية، على المستوى الاقتصادي، الأمني، والديبلوماسي.

وأبرز المتحدث نفسه أن مايعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين يتجلى في التأثر البالغ لدى جلالة الملك الذي بادر للاتصال بالأمير محمد بن زايد، وبلغه بأحر التعازي، ومواساة المغاربة قاطبة، ملكا، حكومة، وشعبا، كما أمر الملك محمد السادس بإعلان الحداد الوطني لثلاثة أيام، مع تنكيس العلم الوطني في المؤسسات العمومية المغربية، ومقرات السفارات في الخارج.