صلاح الدين مزوار يمنح نفسا جديدا للاتحاد العام للمقاولات بالمغرب

"الآن سنبدأ محطة جديد، تتميز بتحديات مهمة وظرفية صعبة، لكن المغرب ومؤسساته وكذا القطاع الخاص قادرون على مواجهة هذه التحديات" كان هو أول تعليق لصلاح الدين مزوار بعد انتخابه، رئيسا جديدا للاتحاد العام لمقاولات المغرب، خلفا لمريم بنصالح بنشقرون، في الثاني والعشرين من شهر ماي في السنة الماضية .

ومنذ انتخابه على مؤسسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب وضع خطة عمل استراتيجية نلخها كما يلي:

الانفتاح على القارة الافريقية

صلاح الدين مزوار رجل الأعمال القوي والفاعل البارز سياسيا والذي تقلد عدة مناصب كانت في مقدمتها وزارة الخارجية ورئاسة حزب التجمع الوطني للأحرار، عمل منذ رئاسته لـ"الباطرونا" على الدفاع عن المصالح الاقتصادية للمقاولات المغربية في الخارج وجعل شركاء الاتحاد الأجانب ومجالس الأعمال والتجارة عوامل ضغط "لوبي" ويدافع بحزم عن المصالح الاقتصادية للمقاولات في الخارج.

وبخصوص انفتاح المملكة على القارة الافرقية بادر اتحاد مقاولات المغرب في عهد صلاح الدين مزوار إلى المشاركة في اجتماعات ومؤتمرات نظمت بالقارة السمراء وذلك في إطار منطقة التبادل التجاري الحر الافريقية، حيث كانت آخرها بأديس أبابا .

البحث عن الشركاء الاقتصاديين

وساهم رجل الأعمال القوي في المملكة منذ رئاسته لاتحاد مقاولات المغرب إلى تمتين جاذبية المغرب وتطوير تنافسية مقاولات مغربية داخل الأسواق الأجنبية والعمل على تثمين البنيات التحتية التي تساهم في تطوير الصادرات، بالإضافة إلى إحياء النمو ومنح المغرب فرصة حقيقية للخروج من الأزمة لدى مختلف الشركاء الاقتصاديين.

مزوار عمل كذلك على تمتين ومضاعفة فرص الشراكة بين الفاعلين الاقتصاديين الأجانب والمغاربة، وذلك في إطار المجالس الاستشارية للمال والأعمال واللقاءات على أعلى مستوى اللقاءات المؤسساتية والمهام الاقتصادية والتجارية.

إشادة دولية

مجهودات اتحاد مقاولات المغرب لقيت إشادة دولية من مسؤولين بدول إفريقية كان أبرزهم رئيس وزراء سانت كيتس ونيفيس تيموثي سيلفستر هاريس عندما صرح عقب لقاء عمل جمعه برئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب صلاح الدين مزوار، أن الموقع الجغرافي للمملكة المغربية يجعل منها شريكا مرجعيا بالنسبة لبلده.

وأكد رئيس وزراء سانت كيتس ونيفيس ، الذي كان مرفوقا خلال هذا اللقاء، بوزير البنية التحتية العمومية والبريد والتنمية الحضرية والنقل لان باتش ليبور، على أهمية الإطار "المناسب"، الذي اختاره المغرب لتنمية مختلف القطاعات ، خاصة منها الفلاحة التي تساهم بشكل كبير في التنمية الاقتصادية.

وبعد أن أشار إلى التقدم الذي حققه المغرب في مجال الطاقات المتجددة، خاصة في ميدان إنتاج الكهرباء انطلاقا من الطاقة الشمسية، لفت إلى أن البلدين يمكنهما تطوير التبادل والاستثمارات التي تغطي كل المجالات المذكورة.

وخلص إلى أن الغاية من كل ذلك هو جعل العلاقات الاقتصادية مع المغرب "نموذجا للشراكة والتكامل والدينامية" التي يمكن أن توجد بين بلدين.

بيئة تشريعية تحمي الحرية في مجال الشغل

ووقع الاتحاد العام لمقاولات المغرب،ابريل الماضي اتفاق شراكة ثلاثي الأطراف مع الحكومة والنقابات، يمتد هذه الاتفاق على ثلاث سنوات (2019-2021)، ويتسم هذه الاتفاق، الأول من نوعه منذ سنة 2011، بالتوازن ويستجيب لكل من مطالب تحسين مداخيل الموظفين، وطلب المقاولات للاستفادة من بيئة تشريعية تحمي الحرية في مجال الشغل. كما يمكن المقاولات من التمتع بمرونة في العقود وقانون شغل يتماشى مع إكراهات التنافسية.

في هذا الصدد، يذكّر الاتحاد العام لمقاولات المغرب بالتزام الدولة، من خلال هذا الاتفاق، بـ 4 نقاط:

- إجراء مناقشات مع الاتحاد والشركاء الاجتماعيين بخصوص مشروع القانون الأساسي المتعلق بالحق في الإضراب بهدف المصادقة عليه في البرلمان ؛و نشر مرسوم متعلق بعقود العمل المحددة المدة ؛بالاضافة الى  مراجعة الشروط المطبقة على عقود العمل المؤقتة ؛وكذا فتح المجال لإصلاح مدونة الشغل.

وعليه فانتخاب صلاح الدين مزوار على الاتحاد العام لمقاولات المغرب  جاء في وقت حساس من تاريخ المغرب المعاصر بقيادة جلالة الملك محمد السادس الذي قال في اول خطاب بعد تربعه كرسي العرش لكل زمان نساؤه ورجاله وهذا ما ينبطق على الرجل مزوار الذي اعطى  للاتحاد نفسا جديدا وطنيا واقليميا ودوليا في سياق مضطرب وصعب اقتصاديا وسياسيا نتيجة مساره السياسي المتميز وتكوينه المعرفي الرصين وحكمته المتبصرة ومنهجيته العلمية الصلبة واحساسه الرهيف ومقاربته الاستشرافية وثقة رجال المال والاعمال في شخصه.