‎المغرب على إيقاع الراب… “تيم آرتي” يعود بسبعة أيام من الحفلات والأنشطة الفنية

يعيش عشاق موسيقى الراب في المغرب على إيقاع ترقب خاص هذا الصيف، مع اقتراب موعد انطلاق فعاليات النسخة الرابعة من مهرجان “تيم آرتي” الدولي للراب، منتصف شهر غشت الجاري، في تجربة جديدة تمزج بين الأجواء الساحلية النابضة بالحياة في هرهورة وتمارة. هذه الدورة لن تكون كسابقاتها، فهي تمثل قفزة نوعية في تاريخ المهرجان، ليس فقط من حيث تنوع الأسماء المشاركة، بل أيضا من حيث حجم الأنشطة وعدد الحفلات، إذ تمتد على مدى أسبوع كامل يتوزع بين العروض الموسيقية الكبرى، والفقرات التفاعلية، والورش الفنية، ليصبح المهرجان وجهة رئيسية لعشاق الثقافة الحضرية في المغرب.

منذ انطلاقه، رسخ “تيم آرتي” مكانته كأحد أبرز المواعيد الفنية للشباب، حيث جمع بين روح موسيقى الشارع والحس الاحترافي في التنظيم، ليخلق منصة تمنح الفرصة للمواهب الصاعدة إلى جانب نجوم الصف الأول. هذا العام، يرفع المهرجان سقف التحدي، مع برمجة غنية تضم أكثر من عشرين حفلا غنائيا، تمتد بين السهرات الكبرى الموجهة للجمهور العريض، ومسابقات الألعاب الإلكترونية، والعروض المخصصة للرابرز الشباب، بالإضافة إلى ندوات وورش تكوين موسيقية مفتوحة أمام الجمهور، فضلا عن لحظات خاصة يلتقي فيها الحاضر مع الموروث عبر عروض للفلكلور المغربي، في إشارة واضحة إلى رغبة المهرجان في الجمع بين الحداثة والهوية الثقافية.

أما على صعيد الأسماء، فقد حرصت إدارة المهرجان على استقطاب نخبة من أشهر فناني الراب في المغرب، ممن صنعوا جمهورا واسعا على الساحة المحلية والعربية. يفتتح النجم غوستافو السهرات الكبرى يوم 20 غشت بمشاركة الفنانة غيثة، قبل أن يتناوب على الخشبة نجوم بارزون مثل سبعتون، إيزازي، ونار، إضافة إلى المشاركة القوية لفرقة آش كاين التي تحتفظ بمكانة خاصة في ذاكرة عشاق الراب المغربي. كما سيكون الجمهور على موعد مع عروض ليامسي، وايوآدر، وسمول ويزيد، بينما تختتم الفنانة ختك الأمسيات الجماهيرية يوم 21 غشت بظهور مميز يُنتظر أن يكون من أبرز لحظات المهرجان.

ولا تتوقف مفاجآت هذه الدورة عند حدود المشاركة المغربية، إذ يشهد المهرجان لأول مرة حضور تونس كضيفة شرف، من خلال مشاركة مغني الراب نامب إكسلر، في خطوة تعكس انفتاح المهرجان على المشهد الموسيقي المغاربي، وحرصه على خلق فضاء للتلاقي الفني وتبادل التجارب بين المبدعين من مختلف البلدان. هذا البعد المغاربي يضيف بعدا جديدا للتجربة، ويعزز موقع “تيم آرتي” كمهرجان عابر للحدود الجغرافية، يضع الإبداع المشترك في قلب اهتماماته.

وفي تصريح خاص، أكدت منال غطاس، مديرة المهرجان، أن دورة هذا العام تمثل “نسخة استثنائية بكل المقاييس”، مضيفة: “منذ انطلاقه، كان هدفنا في تيم آرتي هو تقديم تجربة فنية وإنسانية تمزج بين الإبداع والتضامن والانفتاح على الجمهور بمختلف شرائحه. اختيارنا لتوسيع رقعة المهرجان ليشمل مدينتي تمارة وهرهورة، يعكس إيماننا بأهمية جعل الثقافة في متناول الجميع، وتعزيز موقع هذه المنطقة على خارطة المهرجانات الكبرى في المغرب”.

بهذه البرمجة المكثفة والاختيارات الفنية المتنوعة، يواصل مهرجان “تيم آرتي” الدولي للراب لعب دوره كجسر يربط بين الأجيال والأنماط الموسيقية، ويثبت أنه ليس مجرد موعد ترفيهي، بل مساحة للابتكار، وفضاء لعرض ثقافة الشارع المغربية في أبهى صورها، وسط تفاعل جماهيري يترقب لحظات من الإبداع الخالص والإيقاعات التي ستصنع صيفا استثنائيا على شواطئ هرهورة وتمارة.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *