مازال الجدل وموجة الانتقادات تلاحق مسلسل '' فتح الاندلس''، الذي ثبه القناة الأولى الرسمية المغربية.
هذه المرة ارتفعت اصوات نشطاء امازيغ طالبوا المغاربة بمقاطعة مشاهدة هذا العمل، ووفق بث المسلسل لما ينشره من حقائق مزيفة عن شخصية طارق بن زياد وطمسه لهويته الأمازيغية على حد قولهم.
وأجمعت معظم التدوينات التي استقيناها لنشطاء وقياديين في الحركة الامازيغية، على أن ''طارق بن زياد''، ليس بفاتح ولا بعربي إسمه الحقيقي يسجا Yesja أمازيغي نفزاوي وهو أمير طنجيس "طنجة" وضع يده في يد الأمير الأمازيغي يوليان حاكم سبتة، وبأمر من القائد العربي موسى بن نصير، قاموا بغزو الأندلس وصولا لجنوب فرنسا.
و قال الناشط الامازيغي سعيد الفرواح، أحد أعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر الأول للحركة الامازيغية، أن: ''... القناة الأولى المغربية نغصت رمضان على الأمازيغ والمغاربة ممن لهم إلمام بالتاريخ بعرضها لمسلسل من إنتاج سوري كويتي حول طارق بن زياد وغزو الأندلس.. مسلسل تاريخي يتنكر للتاريخ ويزور الحقائق التاريخية وينتقص من الشخصية المغربية ويمجد المشارقة..''،
كما انتقد الحبكة التاريخية لهذا العمل التلفزي : وقال" المشكل ليس مشكل المشارقة، وهم الذين دأبوا على تحويل أنفسهم إلى عمالقة وباقي شعوب الأرض إلى أقزام في كتبهم، وأفلامهم، ومسلسلاتهم على مدى عقود ''.
من جانب، أخر بادر المحامي المغربي بهيئة الرباط محمد المو، إلى رفع دعوى قضائية نيابة عن الناشط الامازيغي رشيد بوهدوز، موجهة إلى القضاء الاستعجالي بالمحكمة الابتدائية بالرباط، ضد الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون المغربي للمطالبة بوقف عرض مسلسل”فتح_الأندلس“، الذي يعرض هذا العام على عدة قنوات خلال شهر رمضان.
وعن دوافع رفع هذه الدعوى القضائية يقول المحامي المو “على امتداد أربع حلقات معروضة لحدود الآن، تفاجأ العارض ومعه أغلب متابعي المسلسل أنه يتضمن محتوى لا ينسجم مع ثوابت التاريخ العريق لبلدنا، إذ إن أحداث ھذا المسلسل والشخصيات التي لعبت الدور المحوري فيھا تنشر مضامين تحتوي على عدة مغالطات تاريخية، مسيئة للبديھيات التاريخية والجغرافية للمغرب، ومخالفة بذلك ما أجمعت عليه أغلب المصادر التاريخية العلمية التي أرخت للأحداث التي يتناولھا المسلسل المذكور“.
وبالموازاة مع ذلك، طرح رواد مواقع التواصل الإجتماعي المتتبعين لاطوار المسلسل التاريخي، ما أسموه مغالطة تاريخية فادحة تنم على جهل بالمعطيات التاريخية.
يتعلق الامر بمشهد يظهر الكونت جوليان يكرم ضيفيه طارق بن زياد وموسى بن نصير في مطعم العشيري في القصر الصغير بفاكهة الاناناس والموز الاستوائيتين، وذلك ثمانية قرون قبل الإعلان الرسمي عن اكتشافها في الكراييب.
هذا بالنظر إلى أن الفاكهتين عرفهما العالم في أواخر القرنين 19 و 20 مع نشاط التجارة العالمية وتوفر ظروف الشحن والحفظ للمادة الفلاحية، أما قبل الفترة المذكورة كان الأناناس والموز حكرا على سكان أمريكا الجنوبية، وبضع دويلات جنوب شرق آسيا، و هو ما لايستقيم عرضه على مائدة مغربية في بدايات القرن 7، بالنظر لإستحالة توفرها وإنباتها لتغير الظروف المناخية بين المنطقتين.