زلزال الحوز أزمة أم بداية ازدهار مناطق منسية.

اهتز الشعب المغربي على هول ما خلفه الزلزال من خسائر بشرية ومادية بعد أن استطاع المجتمع، بالكاد، التأقلم مع مخلفات جائحة كوفيد وغلاء الأسعار، حتى فرضت علينا الطبيعة قوة قاهرة، كانت سبباً في بروز مشاكل اجتماعية جديدة، و بزوغ ملامح الأمل على ساكنة قرية منسية بجهة الحوز.

ملحمة ملك وشعب.

هكدا أتت المغاربة مواقع التواصل الاجتماعي أزمة طبيعية كان لها الفضل في توضيح مدى انسجام الشعب المغربي كأمة واحدة، ما إن علم المغاربة بالفاجعة كانوا سباقين في ارض الواقع إلى تقديم المساعدات الغذائية للتخفيف من حدة الأزمة. بل هناك من الشعب من تقاسم قوت يومه البسيط. شعب عظيم كتب اسمه بأشهر الصحف العالمية وجعل نفسه موضوع نقاش بالقنوات العالمية. شعب علم الإنسانية معنى التضامن ومعنى التمغرابيت .

طوابير بالأسواق الممتازة وطوابير بمراكز تحاقن الدم. بل أسمى من في الامة المغربية استجاب كفرد من هذا الشعب، وهنا يطفو في الأفق ولادة وعي، ولادة المساواة، وترسيخ لمصداقية خطاب العمل والجدية الذي ألقاه الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش.

تفاعل حكومي وفي وقته المناسب. سرعان ما تم عقد مجلس وزاري بحضور الوزراء المعنيين لتدارس كيفية التعامل والتخفيف من الكارثة من خلال اتخاد تدابير آنية ريثما يتم التحقيق وتنفيذ سياسات عمومية استراتيجية، نظرا لصعوبة تضاريس المنطقة والحجم الكبير للصخور، وعدم قدرة الأرض على تحمل الأثقال، فالتربة قابلة للانجراف في أي وقت.

تم إحداث صندوق لجمع التبرعات ومساهمات الفاعلين السياسيين والفنانين والمجتمع المدني والشركات والجالية المغربية، بهدف خلق حل ناجع والمساهمة في عودة الحياة للمناطق المنكوبة خصوصاً مع تعلق سكان المنطقة بأراضيهم.

محاولة إقناع الساكنة بقرى نموذجية تستجيب لمتطلبات العصر وتزويدهم بالماء والكهرباء والإنترنت والبنية التحتية لربطهم بباقي مناطق المغرب.

زلزال المس فيه الامل رغم أنه افة وكارثة.

بداية أوكد على أهمية الاعتناء بأطفال المنطقة و تكوينهم والسهر على تنشئتهم السياسية خوفاً من أي صدام عند انفتاحهم على باقي المدن المغربية، ولتجنب ترسيخ فكرة إهمالهم وعدم استفادتهم من خيرات البلاد.

الاهتمام باللغة الأمازيغية لأن هده الأزمة بينت حاجتنا إلى هذه اللغة لخلق التواصل مع سكان المنطقة، فاللغة خلقت عائقاً في عملية الإنقاذ.

إحصاء المتضررين بشكل دقيق وتشديد العقوبات على المتحايلين حتى تأخذ السياسات العمومية مسارها الصحيح.

الاهتمام بالاشخاص الذين تسبب لهم الزلزال في عاهات مستدامة والسهر على إدماجهم بالمجتمع وجعلهم فاعلين سياسيين لمعالجة مشاكل مناطقهم، لأنهم أدرى بحاجيات الساكنة.

بناء مدارس ومساجد نظرا لتعلق أهل تلك المناطق بالقرآن و طلب العلم فلا ننسى ان من تلك المناطق انطلق مهد الحضارة المغربية.

تدخل وزارة الثاقفة وتخصيص مزانية لترميم المآثر التاريخية باعتبارها عوامل مساهمة في ازدهار المنطقة، فالسياح يزورون تلك المناطق لطبيعة البناء والمآثر التاريخية .

الاعتماد على الذكاء الاصطناعي وتزويده بمعلومات كافية ليقدم حلول بوقت سريع تساعد الفاعل السياسي على تكوين فكرة أولية.

الاعتناء بالمراة القروية وخلق فروع لتعاونيات لتنمية اقتصاد المنطقة خصوصا ان من إيجابيات الزلزال كانت تفجيره أعيناً من الماء أعادت الحياة لاراضي قاحلة، فبفضل الماء ستزدهر الفلاحة وسينبت العشب، وسيتوفر الغذاء للمواشي، مما سيساهم في خلق فرص عمل لدى سكان البادية كبيع الأجبان والألبان وما تجود به المنطقة من خيرات.

المتابعة النفسية للاطفال حتى نخلق جيلاً سليماً، نفسياً وعقلياً وجسديً، فالجيل المريض نفسياً ينتج عنه مجتمع فاسد .

وفي نهاية المطاف نأمل بأن تبقى هده الروح التضامنية شعباً وحكومة لمرافقة الضحايا طيلة مسار إعادة إعمار القرى، فنحن اليوم نعيش ربما اكبر تحد من تحديات المملكة .

شعارنا الخالد الله الوطن الملك.

بقلم خولة بجطو