بعد سنوات من الأشغال المتواصلة والتأجيلات التي رافقت المشروع منذ انطلاقه، تستعد حديقة الحيوانات عين السبع لفتح أبوابها أمام العموم، في حدث طال انتظاره من طرف ساكنة الدار البيضاء.
وبحسب معطيات حصرية حصلت عليها بلبريس، فإن موعد الافتتاح الذي كان مقررا في 22 دجنبر الجاري، تم تأجيله بشكل طفيف بسبب الأحوال الجوية، على أن يتم الفتح الرسمي داخل أجل لا يتجاوز 28 دجنبر.
ويأتي هذا التطور في وقت يتزايد فيه الجدل حول تسعيرة الولوج إلى الحديقة، حيث عبّر كريم الگلايبي، عضو مجلس مدينة الدار البيضاء، في تصريح خص به بلبريس، عن رأيه الواضح بخصوص الموضوع، معتبرا أن التعريفة المقترحة باهظة الثمن من وجهة نظره الشخصية.
غير أنه أوضح في المقابل أن الشركاء والمتدخلين في المشروع يرون أن هذه التسعيرة تبقى في حدود المعقول، خاصة عند مقارنتها بفضاءات مماثلة، من قبيل حديقة الحيوانات بتمارة التي يبلغ ثمن تذكرة الدخول إليها حوالي 90 درهما، أو حدائق أخرى.
وأشار المتحدث إلى أن طبيعة حديقة الحيوانات تختلف جذريا عن مرافق عمومية أخرى، كالنقل الحضري أو الطرامواي، التي تحظى بدعم مالي دائم من طرف الجماعة بالنظر إلى دورها اليومي في نقل الطلبة والعمال والموظفين. وأكد أن حديقة الحيوانات فضاء يُزار عادة مرة واحدة خلال مدة طويلة، ولا يعتمد على وتيرة استعمال يومية، ما يجعل من الصعب إخضاعه لنفس منطق الدعم العمومي المخصص للخدمات الاجتماعية الأساسية.
وفي هذا السياق، أوضح الگلايبي أن الدراسة التي أنجزها مكتب الدراسات اعتمدت بالأساس على تغطية تكاليف التسيير والاستغلال، بما في ذلك رعاية الحيوانات، التغذية، الصيانة، والحراسة، مبرزا أن الأمر لا يتعلق بمرفق ترفيهي بسيط، بل بمنشأة تتطلب مصاريف يومية مرتفعة. وأضاف أن السلطات ستنتظر مرور السنة الأولى بعد الافتتاح، من أجل تقييم ما إذا كانت المداخيل المحققة قادرة على تغطية هذه الحاجيات، وعلى ضوء ذلك سيتم الحسم في إمكانية مراجعة التعريفة مستقبلا.
ويأتي اقتراب موعد افتتاح الحديقة بعد استكمال مرحلة الحجر الصحي للحيوانات داخل فضاءاتها، وفق المعايير المعتمدة عالميا، في إطار الاستعدادات النهائية لاستقبال الزوار.