وقّع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الإثنين مرسوما رئاسيا بالعفو عن المؤرخ محمد الأمين بلغيث، عقب حكم محكمة الاستئناف بسجنه ثلاث سنوات على خلفية تصريحات مثيرة للجدل حول الهوية الأمازيغية اعتبرت مسا بوحدة الوطن. وبدأت القضية بتوقيف بلغيث في ماي 2025، وشهدت حكما ابتدائيا بالسجن خمس سنوات بتهم استهداف الوحدة الوطنية ونشر خطاب الكراهية، وأثارت جدلا واسعا بعد وصفه اللغة الأمازيغية بأنها “مشروع أيديولوجي صهيوني فرنسي”، في بلد اعتمد الأمازيغية لغة وطنية ورسمية منذ 2016 وأدرج رأس السنة الأمازيغية ضمن الأعياد الرسمية عام 2017.
وذكرت تقارير إعلامية أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أصدر أمس الإثنين، عفوا عن المؤرخ محمد الأمين بلغيث، الذي كان يقضي حكما بالسجن ثلاث سنوات على خلفية تصريحات مثيرة للجدل حول الهوية الأمازيغية، اعتبرت “تمس بسلامة وحدة الوطن”.
وجاء في بيان للرئاسة الجزائرية أن “رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أمضى اليوم مرسوما رئاسيا يقضي بعفو كلي لباقي العقوبة، عن المحبوس المحكوم عليه نهائيا، المدعو محمد الأمين بلغيث”.
وأصدرت محكمة الاستئناف الجزائرية، في السابع من أكتوبر المنصرم، حكما بسجن بلغيث ثلاث سنوات، بعد تصريحات شكك فيها بوجود الثقافة الأمازيغية، بحسب ما أفاد محاميه.
وسبق أن قضت المحكمة الابتدائية، في الثالث من يوليوز، بسجن المؤرخ خمس سنوات نافذة بتهم “استهداف الوحدة الوطنية بواسطة عمل يهدف إلى الاعتداء على رموز الأمة والجمهورية”، و”نشر خطاب الكراهية والتمييز”، فيما كانت النيابة العامة قد طالبت بسجنه سبع سنوات.
وكان توقيف بلغيث في الثالث من ماي قد أثار موجة غضب في الجزائر، عقب مقابلة تلفزيونية قال فيها إن “اللغة الأمازيغية مشروع أيديولوجي صهيوني فرنسي”، مضيفا “لا وجود للثقافة الأمازيغية”.
واعتمد البرلمان الجزائري، في 2016، تعديلا دستوريا بأغلبية ساحقة يعترف بالأمازيغية التي يتحدث بها الأمازيغ كلغة وطنية ورسمية في البلاد.
وفي عام 2017، أدرج احتفال رأس السنة الأمازيغية “يناير” ضمن قائمة الأعياد الرسمية الجزائرية.
ويعرف بلغيث، الأستاذ الجامعي والباحث في التاريخ، بإثارته الجدل من خلال تصريحاته، حيث يتهمه منتقدون بتحريف التاريخ وإظهار العداء للأمازيغ.
فرانس24/ أ ف ب +بلبريس
