في سياق سياسي يتّسم بالتحضير المبكر للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، عقد حزب الاستقلال دورته العادية الثالثة للمجلس الوطني نهاية الأسبوع الماضي، وفق مقتضيات الفصلين 89 و94 من نظامه الأساسي، حيث وُضِعت حصيلة عمل وزراء الحزب تحت مجهر المحاسبة والتقييم، بحضور الأمين العام نزار بركة، وأعضاء اللجنة التنفيذية، وكل مكونات “برلمان الميزان”.
واستعرض بركة خلال الجلسة عرضًا سياسيًا مفصلًا، تناول فيه طبيعة الأدوار التي يضطلع بها وزراء الحزب داخل الحكومة، ومدى تقدمهم في تنزيل المشاريع والبرامج والتعاقدات الحكومية، بالإضافة إلى تقييم إيقاع الاشتغال داخل الجهازين السياسي والتنفيذي للحزب. كما توقف عند مستوى جاهزية الحزب للمرحلة المقبلة، ودور القيادة في تعزيز الحضور الميداني قبل المواعيد الانتخابية.
وأوضح أحمد بلفاطمي، عضو المجلس الوطني، أن أشغال الدورة عرفت نقاشًا عميقًا بين أعضائها، هدفه بلورة تصور تنظيمي جديد يقوم على تجديد النخب، وإعادة توزيع الأدوار، وفتح باب الاستقطاب أمام كفاءات جديدة، بما يسمح للحزب بتعزيز حضوره التنظيمي والسياسي على المستوى الوطني
كما ذكّر بلفاطمي بتجديد الثقة في نزار بركة نائبًا لرئيس الأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط، خلال اجتماع الجمعية العامة واللجنة التنفيذية للمنظمة في ساو باولو بالبرازيل نهاية نونبر الماضي، معتبرًا هذا التتويج امتدادًا للحضور القوي للحزب داخل الساحة السياسية الدولية ودليلًا على مكانته داخل الفضاء الوسطي الديمقراطي.
وعلى مستوى التنظيم الداخلي، عرض بركة تقريرًا مفصلًا حول سير الدورات العادية للمجالس الإقليمية، مشددًا على ضرورة تجديد مكاتب الفروع والمجالس الإقليمية بما ينسجم مع متطلبات المرحلة وتطلعات الاستقلاليين. ودعا إلى تعزيز التأطير والتكوين وتحديث الآليات التنظيمية، لضمان جاهزية الحزب واستمرار حضوره الفاعل داخل المشهد السياسي الوطني.
واختتم نزار بزكة كلمته امام اعضاء المجلس الوطني بق،له : ”نحن بحاجة إلى ديناميةٍ شاملةٍ تُؤشِّر على دخول الحزب مرحلة جديدة عنوانُها التَّوَجُّهُ الواثق نحو المستقبل، بإرادة التحول الحزبي من خلال مواصلة تجديد التنظيمات والفروع والروابط المهنية، بما يمكّن حزب الاستقلال من امتلاك القوة الدافعة لريادة المشهد السياسي الوطني، والاستعداد الأمثل للاستحقاقات الانتخابية المقبلة التي بَاتَتْ على الأبواب”
