فجّر وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين ميداوي، جدلاً جديداً تحت قبة البرلمان، بعدما وجّه سهام انتقاده للحكومة السابقة محمِّلًا إياها مسؤولية تعثر ورش بناء الأنوية الجامعية الجديدة، الذي كان مقرراً أن ينطلق منذ سنة 2018 دون أن يرى النور كما كان مخططاً.
وخلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، اليوم الإثنين، قال ميداوي مخاطباً البرلمانيين: “ما يمكنش شي حاجة ما داروهاش من 2018 وننجزوها فعام واحد”.
وقدّم وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين ميداوي، توضيحات مفصلة حول تطور إعداد الخريطة الجامعية، مؤكداً أن الأمر مرتبط مباشرة بمشروع قانون قيد المناقشة داخل البرلمان، سيكون هو الأساس القانوني لاعتماد هذه الخريطة بشكل نهائي.
وقال ميداوي، إن “إحداث المؤسسات الجامعية يخضع لمسار قانوني مختلف عن المؤسسات الجامعية العادية”، موضحاً أن الاقتراحات تنطلق من مجالس الجامعات، ثم تُرفع إلى المجلس الوطني للتنسيق قبل وصولها إلى الأمانة العامة للحكومة.
وأضاف الوزير أن وزارة التعليم العالي أنهت التصور العام للخريطة الجامعية، غير أن تفعيلها مشروط بخروج مشروع القانون المنظم إلى حيّز الوجود، مشدداً على أن اعتماد هذا الإطار القانوني سيشكل قاعدة واضحة لإنشاء الجامعات والمركّبات الجامعية، بما يراعي حاجيات الأقاليم والمدن الكبرى والجهات.
وخلال حديثه عن إحداث “الأنوية الجامعية”، كشف المداوي أن العملية انطلقت منذ سنوات، وتحديداً بين 2018 و2021، حيث تم الإعلان عن 33 نواة جامعية دون أن يتم إنجاز أي منها. وأضاف: “لا يمكن أن ننجز في سنة واحدة ما لم يُنجز طوال سبع سنوات”.
وأوضح الوزير أن ميزانيتي 2025 و2026 لم تحتويَا على التمويل الكامل لهذه المشاريع، لكن الوزارة بدأت العمل بالتدرّج، حيث تم فتح ست مؤسسات ظهرت في الجريدة الرسمية، إضافة إلى مؤسسات جديدة مثل تلك التي تم إحداثها بالحسيمة، وأخرى انطلقت مؤخراً في العيون وأوسرد والداخلة.
وأكد ميداوي أن الأمر يتطلب “القليل من الصبر” نظراً للإكراهات المالية واللوجستية، مشيراً إلى أن جميع المقترحات التي ترفعها مجالس الجامعات تُدرس بسرعة داخل اللجنة الوطنية وتُحال على المساطر القانونية المعتمدة، قبل المرور إلى المصادقة لدى وزارتي المالية والأمانة العامة للحكومة.
وشدد الوزير على أن العمل يتم وفق “تصور شمولي” يرتكز على العدالة المجالية، انسجاماً مع الخطابات الملكية، سواء خطاب العرش أو خطاب افتتاح السنة البرلمانية، إضافة إلى مقتضيات القانون الإطار المتعلق بالتعليم.
وختم المداوي قائلاً إن الخريطة الجامعية والمخطط المديري في الطريق، لكن الأمر يتطلب وقتاً لضمان الجودة والاستمرارية:”لا يمكن فتح كل شيء دفعة واحدة، ولا يمكن تجاوز المساطر. المهم أن العمل بدأ، وهو يسير في الاتجاه الصحيح.”