بدا المشهد المعرفي العالمي أكثر وضوحاً هذا العام، بعدما أماط مؤشر المعرفة العالمي 2025 اللثام عن موقع المغرب الحقيقي داخل سباق بناء اقتصاد المعرفة، كاشفاً عن حلول المملكة في المرتبة 89 عالمياً بقيمة إجمالية بلغت 35.9 نقطة. ويعد هذا المؤشر، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بشراكة مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة, أحد أهم المرجعيات التي تقيس قدرات الدول على ترسيخ الابتكار وتطوير أنظمتها التعليمية والبحثية.
ويستند المؤشر إلى تقييم أداء الدول عبر ستة قطاعات رئيسية: التعليم قبل الجامعي، التعليم التقني والتدريب المهني، التعليم العالي، البحث والتطوير والابتكار، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والبيئة التمكينية.
وتكشف تفاصيل أداء المغرب عن تفاوتات واضحة بين مكونات المؤشر، إذ حقق أفضل نتائجه في الاقتصاد محتلاً المرتبة 59 عالمياً، يليه صنف البيئة التمكينية في المرتبة 86، ثم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المرتبة 87. وفي المقابل، تراجع ترتيب المملكة في التعليم قبل الجامعي إلى 107 عالمياً، وفي البحث والتطوير والابتكار إلى 114.
غير أن أضعف نقطة في مسار المغرب جاءت من قطاع التعليم العالي الذي حل في المرتبة 124 عالمياً، ما يجعل هذا القطاع أبرز التحديات المؤثرة على ترتيب البلاد ضمن المؤشر.
وعلى مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، جاء المغرب في المرتبة 12 إقليمياً، متخلفاً عن دول مثل الإمارات والسعودية وقطر، بينما حافظت الدول المتقدمة عالمياً على مواقع الصدارة بقيادة سويسرا ثم سنغافورة والسويد والدنمارك.
وتكشف هذه النتائج عن حاجة ملحة إلى تعزيز وتيرة الإصلاحات المرتبطة بالتعليم والبحث والابتكار، حتى يتمكن المغرب من تحسين موقعه في المؤشر والاقتراب من الاقتصادات الأكثر تقدماً في العالم.