وصل الجدل الذي أثارته واقعة امتناع والي جهة كلميم واد نون، محمد الناجم أبهاي، عن مصافحة المستشار الجماعي عن العدالة والتنمية، عبد الله النجامي، النائب الثاني لرئيس مجلس جماعة كلميم، إلى قبة البرلمان، بعدما اعتبر عدد من المتابعين أن ما حدث يمثل “إهانة غير مبررة” تجاه منتخب يمثل مؤسسة دستورية، خلال حفل رسمي أقيم بمناسبة الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء.
الواقعة التي وثقتها عدسات الصحافة المحلية، وأظهرت الوالي وهو يتجنب مصافحة المستشار ضمن وفد رسمي خلال مراسيم تدشين مشاريع تنموية يوم الخميس 5 نونبر الجاري، خلفت موجة من ردود الفعل السياسية والمدنية الغاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي هذا السياق، وجهت النائبة البرلمانية الباتول أبلاضي، عضوة المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، سؤالا كتابيا إلى وزير الداخلية، حول ما وصفته بـ“الإساءة الصادرة عن والي جهة كلميم واد نون” في حق المستشار الجماعي عبد الله النجامي.
واعتبرت أبلاضي في سؤالها أن “سلوك الوالي يشكل تحقيرا للمؤسسة الدستورية التي حضر باسمها المستشار، وإساءة للهيئة السياسية التي ينتمي إليها، قبل أن يكون إساءة لشخصه”، مشيرة إلى أن “الواقعة تسيء لصورة الإدارة الترابية وتعمق أزمة فقدان الثقة بين المواطنين والمؤسسات السياسية”.
وطالبت البرلمانية وزارة الداخلية باتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة الاعتبار لكل من المستشار الجماعي ومجلس جماعة كلميم الذي حضر باسمه، معتبرة أن احترام المنتخبين باعتبارهم ممثلين لمؤسسات دستورية هو جزء من احترام مبدأ فصل السلط وتوازنها كما نص عليه دستور المملكة.
وفي سياق متصل، كانت قد أصدرت الكتابة الجهوية لحزب العدالة والتنمية بكلميم وادنون بيانا تضامنيا مع المستشار عبد الله النجامي، وصفت فيه تصرف الوالي بأنه معاملة مسيئة وغير مقبولة، معتبرة أنه “قد يكون مرتبطا بالانتقادات الموضوعية التي وجهها أعضاء الأغلبية المسيرة لمجلس جماعة كلميم إلى والي الجهة بسبب تعثر وتأخر العديد من المشاريع التنموية بمدينة كلميم، وكذا غياب الالتقائية والتنسيق والتتبع لهذه المشاريع”.
وأكد الحزب أنه لن يتوانى عن مواصلة تتبعه بمسؤولية ووطنية للبرامج والمشاريع العمومية والتنبيه للتأخر والاختلالات التي تطرأ عليها لما فيه مصلحة الجهة والساكنة، وذلك في إطار الواجب الوطني والأدوار التي يخولها الدستور والقانون للأحزاب السياسية.
كما قررت الكتابة الإقليمية للحزب بكلميم مقاطعة اللقاء التشاوري الذي دعت إليه الولاية حول إعداد الجيل الجديد من برنامج التنمية المندمجة، احتجاجا على ما وصفته بـ“المعاملة المسيئة” التي طالت المستشار الجماعي.
وأعادت الواقعة الحالية إلى الواجهة سلوك الوالي أبهاي خلال دورة مجلس جهة كلميم المنعقدة يوم الإثنين 3 مارس 2025، حين ظهر في بث مباشر وهو يخاطب رئيسة مجلس الجهة امباركة بوعيدة بطريقة اعتبرها متابعون “غير بروتوكولية”، بعدما نهرها وأمرها ببدء الجلسة قائلا: “وابداي بداي”، لترد عليه بحدة: “هاحنا غانبداو”.
