قُبَيْلَ لحظات قليلة من المباراة النهائية لكأس العالم لأقل من 20 سنة، التي ستجمع عند منتصف الليل بين المنتخب الوطني المغربي ونظيره الأرجنتيني، تعيش مدينة فاس على إيقاع ليلة خاصة واستثنائية، حيث عمت حركية غير عادية الساحات والشوارع الرئيسية والمقاهي.
وبقدر حجم هذا الحدث، بدت المدينة وكأنها تنبض على إيقاع قلب واحد. الأعلام الوطنية زينت واجهات المتاجر والشرفات ونوافذ السيارات، فيما ارتدى شباب وكهول، على حد سواء، القمصان الحمراء والخضراء للمنتخب الوطني، في مشهد يطبع المدينة بفرحة جماعية غامرة.
وعلى موائد المنازل كما هو الحال بالنسبة للمحلات التجارية، انحصرت الأحاديث حول خطط اللعب ولاسيما الأمل في رفع الكأس الغالية.
أما في المقاهي، فقد انطلقت الاستعدادات منذ ساعات الظهيرة، حيث نُصبت الشاشات العملاقة المخصصة للمناسبات الكبرى. وخمس ساعات قبل صافرة البداية، بات الحصول على مكان أمرا بالغ الصعوبة. وعلى طول الشوارع المزدحمة بالمقاهي، انتشر باعة يعرضون أوشحة وقمصانا بألوان المنتخب الوطني، في مشهد يعني الكثير.
الأجواء السائدة في الشوارع اتسمت بالطابع العائلي، إذ توافد العديد من الأطفال برفقة أسرهم على المقاهي. ويساهم تزامن المباراة مع انطلاق العطلة المدرسية، التي بدأت هذا الأحد، في تفسير هذا الحضور الكبير حتى ساعات متأخرة من الليل.
ومع اقتراب لحظة انطلاق هذه المواجهة غير العادية، ارتفع منسوب الترقب، فيما تعالت أصوات أبواق السيارات وهتافات المشجعين التي منحت للأجواء نكهة خاصة. كرة القدم الوطنية تستعد لعيش لحظة تاريخية بكل المقاييس.
وقبيل سهرة يُرتقب أن تكون استثنائية، أجمع المواطنون الذين استقت وكالة المغرب العربي للأنباء آراءهم على التعبير عن أملهم وفخرهم برؤية “أشبال” الأطلس يلامسون قمة كرة القدم العالمية، وثقتهم في هذا الجيل من الأبطال لرفع الراية الوطنية عاليا.