في مؤشّر قوي على انتعاش قطاع البناء والأشغال بالمغرب، أعلنت وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، أن مبيعات الإسمنت سجّلت قفزة ملحوظة خلال الأشهر التسعة الأولى من سنة 2025، متجاوزة عتبة 10,86 مليون طن إلى غاية نهاية شهر شتنبر. هذا الأداء يعكس ارتفاعًا بنسبة 10,61 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ما يشير إلى دينامية متصاعدة في السوق العقارية والإنشائية.
وأبرزت الوزارة، في مذكرتها الشهرية الخاصة برصد تطور مبيعات الإسمنت، أن مختلف فئات الاستهلاك سجّلت أداءً إيجابيًا. حيث احتلت المبيعات الموجهة للتوزيع صدارة الترتيب بـ 5,96 مليون طن، وهو ما يعكس حجم الطلب من طرف الموزعين والبناء الفردي والمقاولات الصغرى.
في المرتبة الثانية، جاءت المبيعات المخصصة للخرسانة الجاهزة للاستعمال والتي بلغت حوالي 2,71 مليون طن، متبوعة بـ الخرسانة المعدّة مسبقًا التي سجلت ما يقارب 1,11 مليون طن. كما شملت الحصيلة مجالات أخرى مهمة مثل البنية التحتية التي استهلكت 704.345 طنًا، وقطاع البناء الذي استحوذ على 311.626 طنًا، إضافة إلى الملاط الذي سجل 49.127 طنًا.
أما على صعيد الأداء الشهري، فقد سجل شهر شتنبر 2025 وحده رقمًا لافتًا، حيث بلغت عمليات تسليم الإسمنت نحو 1,22 مليون طن، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 12,48 في المائة مقارنة بشهر شتنبر من سنة 2024. هذه القفزة تبرز إيقاعًا تصاعديًا في الطلب، خصوصًا في ظل تحريك عدد من المشاريع العمرانية والتهيئة الحضرية، سواء في المدن الكبرى أو في المناطق الصاعدة.
وتعتمد هذه المعطيات على إحصاءات دقيقة صادرة عن الجمعية المهنية لشركات الإسمنت، والتي تضم في عضويتها أبرز الفاعلين في القطاع، وهم: شركة إسمنت تمارة، إسمنت الأطلس، إسمنت المغرب، لافارج هولسيم المغرب، ونوفاسيم التي التحقت بالجمعية منذ يناير 2024.
وتعكس هذه النتائج أيضًا فعالية التحول الصناعي والرقمي الذي تشهده شركات تصنيع الإسمنت بالمغرب، من حيث تحسين سلاسل الإنتاج والتوزيع، مع مواكبة الطلب المتنامي على مواد البناء في مختلف جهات المملكة.