شدد محمد ولد الرشيد، رئيس مجلس المستشارين، خلال اللقاء التواصلي الذي نظمه الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بكل من مجلسي النواب والمستشارين مساء أمس السبت بالسمارة حول موضوع “الأقاليم الجنوبية للمملكة: دينامية تنموية متواصلة”، (شدّد) على أن هذا اللقاء يشكل فرصة للإصغاء لنبض ممثلي الساكنة، وتقييم ما تحقق من منجزات، وتعزيز المقترحات وفاء لقيم الحزب بقيادة نزار بركة الأمين العام للحزب، في سبيل خدمة الوطن.
وأوضح ولد الرشيد، أن احتضان مدينة السمارة لهذا اللقاء يعكس روح الوطنية، باعتبارها ذاكرة للنضال وعاصمة علمية وروحية للأقاليم الجنوبية للمملكة، جسدت عبر التاريخ التلاحم الدائم بين الشعب المغربي والعرش العلوي المجيد.
وأكد رئيس مجلس المستشارين، أيضا، حرص الحزب على مواصلة مد جسور التواصل، متوقفا عند مستجدات قضية الوحدة الترابية وما يواكبها من حملات تضليلية، مشددا على أن المغرب، بعزيمته الراسخة، يظل عصيا على كل استهداف، حيث ختم كلمته برسالة موجهة لإخواننا في مخيمات تندوف مفادها أن مستقبلهم الحقيقي هو في حضن الوطن.
من جانبه أكد مولاي حمدي ولد الرشيد أن هذا الجمع يجسد أسمى تمثيل لحزب الاستقلال، كحزب رائد يساهم بفعالية في صياغة مستقبل وتنمية الأقاليم الجنوبية، موضحا أن اختيار مدينة السمارة له دلالة عميقة ورمزية قوية تعكس الوفاء لقضية الوحدة الوطنية، مبرزًا أن قيمة هذا اللقاء من قيمة المدينة المحتضنة، كمدينة للأولياء الصالحين والعلم والمعرفة، وكإقليم حدودي قدّم أبناؤه تضحيات جسام دفاعا عن الوحدة الترابية للمملكة.
كما شدد على أن ما تعرفه الأقاليم الجنوبية من نهضة تنموية يعد مصدر اعتزاز وطني وإشادة دولية، مذكرا بأن السمارة أصبحت اليوم مدينة بلا صفيح، وأنها استفادت من مشاريع كبرى في البنى التحتية والاستثمارات العمومية، إضافة إلى إحداث الكلية متعددة التخصصات، خاتما تدخله بتوجيه شكره الخالص للقوات المسلحة الملكية والأمن الوطني والدرك الملكي والإدارة الترابية على إسهامهم في ترسيخ الأمن والاستقرار بالإقليم.
وبدوره، أكد علال العمراوي، أن هذا اللقاء يشكل امتدادا لجسور التواصل داخل هذه القلعة الاستقلالية التي استمدت شموخها من صمودها المستمر في وجه أعداء الوحدة الترابية منذ استقلال المملكة، موضحا أن أي استثمار في هذه الأقاليم العزيزة هو في جوهره استثمار في دعائم الوحدة الوطنية، وسير بخطى ثابتة في إرساء مغرب بسرعة واحدة انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية.
وأشاد العمراوي بما يقدمه ممثلو الأقاليم الجنوبية من جهود وطنية صادقة لتنزيل وإنجاح النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، مبرزا أن إقليم السمارة يعد إقليما واعدا، بما يتوفر عليه من إمكانيات ضخمة وكفاءات شابة، منوها بما يبذله الأخ مولاي حمدي ولد الرشيد من عمل وتضحيات سواء على مستوى المنطقة أو ضمن قيادة الحزب، معتبرا أن هذا اللقاء يشكل محطة بارزة ضمن سلسلة اللقاءات الميدانية التي يعقدها فريقي الحزب بالبرلمان في إطار سياسة القرب المستمرة.
وفي كلمة ألقاها نيابة عن عبد السلام اللبار، رئيس الفريق الاستقلالي بمجلس المستشارين، أكد عبد القادر الكيحل أن اختيار مدينة السمارة لاحتضان هذا اللقاء التواصلي يحمل دلالات عميقة في مسار تدبير ملف الوحدة الترابية.
وأوضح الكيحل أن السمارة، باعتبارها مدينة العلم والحضارة، تجسد صلة الرحم مع مغاربة الأقاليم الجنوبية، وأن حضور القيادة الوطنية والوزراء والبرلمانيين فيها دليل على أن حزب الاستقلال كان وما يزال حريصاً على مواصلة الدفاع عن قضية الصحراء المغربية، وعلى ترسيخ نموذج تنموي يضمن الكرامة لكل المغاربة.
عبد القادر الكيحل شدد على أن الجواب الملموس لدحض بروباغندا الخصوم هو تحويل الأقاليم الجنوبية إلى مراكز عمرانية ومشاريع اقتصادية رائدة يقودها رواد أعمال وفاعلون محليون. وأكد أن وصول الحزب بكل قياداته ورجالاته إلى السمارة دليل فخر ووفاء، ورسالة دعم لدور المنطقة كجسر استراتيجي يربط المغرب بعمقه الإفريقي.
كما أبرز عبد القادر الكيحل أن طموح الحزب يتمثل في تحقيق عدالة مجالية تشمل القرى والمدن والصحراء والجبال، بما يقطع مع الفقر والهشاشة ويفتح المجال أمام حياة كريمة لكل المواطنين. وختم بالتأكيد أن لقاء السمارة يعزز مكانة حزب الاستقلال في المشهد السياسي الوطني، ويؤكد رمزية المدينة كعنوان للتشبث بالوحدة الترابية، والانخراط في مسار تنموي متوازن يهم مختلف جهات المملكة.