شهدت مدينة العيون، يوم الخميس 11 شتنبر 2025، العرض الأول للمسرحية الجديدة “المروح” التي قدمتها فرقة طروبادور على خشبة دار الثقافة أم السعد، بدعم من وزارة الثقافة والشباب والتواصل – قطاع الثقافة، وذلك في إطار موسمها المسرحي لسنة 2025.
المسرحية، التي كتب نصها الدرامي علية طوير وأخرجها هشام الإبراهيمي، تتناول قضايا إنسانية واجتماعية عميقة، في مقدمتها معاناة النساء اللواتي يحرمن من نعمة الإنجاب، وما يخلفه ذلك من جراح نفسية وضغوط اجتماعية، إضافة إلى الصراعات التي يولدها تعدد الزوجات داخل الأسر، في مجتمع ما زالت التقاليد فيه ذات حضور قوي.
وفي تصريح لجريدة بلبريس الإلكترونية، أوضح المخرج هشام الإبراهيمي أن اختيار مدينة العيون لاحتضان العرض الأول لم يكن اعتباطياً، قائلاً: “أغلب أعضاء الفرقة التي اشتغلت معها ينحدرون من مدينة العيون، إلى جانب مجموعة من خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي. لذلك، كان من الطبيعي أن تكون العيون نقطة الانطلاق لهذا العمل المسرحي الجديد.”
وتتمحور أحداث المسرحية حول شخصية سيد أحمد، الذي يقرر بعد سنوات طويلة من زواجه، الزواج بامرأة ثانية تحقيقاً لحلمه في إنجاب أطفال يحملون اسمه. لكن هذا القرار يقلب حياته رأساً على عقب، إذ يدخل مع زوجتيه في دوامة من الصراعات المتواصلة وسط بيئة صحراوية قاسية، لا يملكون فيها سوى قطيع من الغنم والإبل كمورد رزق. ومع تصاعد التوتر بين الزوجتين، تصل الأحداث إلى لحظة حاسمة تدفع كل طرف إلى إعادة النظر في خياراته ومصيره.
ويكشف الإبراهيمي أن مسرحية المروح تمثل تجربة مختلفة، إذ حرص على المزاوجة بين لغة المسرح وتقنيات السينما، من خلال إدماج مشاهد مصورة تُعرض أثناء العرض المسرحي لتعميق الرسالة الدرامية، مشيراً إلى أن هذا الخيار جاء انطلاقاً من مساره الفني الذي بدأ بالمسرح قبل أن يتجه إلى السينما، ليقرر اليوم الجمع بينهما في عمل واحد.
وعن مسألة الجرأة في اختيار المواضيع، شدد الإبراهيمي على أن: “المسرح فن حي، ومهمته أن يناقش كل القضايا، بما فيذلك المواضيع الحساسة والجريئة، شرط أن تُقدَّم برؤية فنية تحافظ على البعد الجمالي والإبداعي.”
وقد شارك في تشخيص أدوار المسرحية كل من علية طوير، نجاة اختيار، ومحمد الرزكي، فيما تكفل كريم بنبوبالسينوغرافيا والتصوير السينمائي، وآمال بنعياد بالملابس، ومحمد الرشيدي بالموسيقى، وعبد المغيث بوبكري بالإنارة، في توليفة إبداعية حرصت على تقديم عرض متكامل العناصر.
بهذا العمل، يواصل الممثل والمخرج هشام الإبراهيمي تعزيز حضوره في المشهد المسرحي المغربي من خلال إنتاج جديد ينطلق من قلب الأقاليم الجنوبية، ليعالج قضايا اجتماعية حساسة بجرأة وعمق، وبأسلوب يجمع بين الأصالة في الطرح والانفتاح على تقنيات معاصرة تمنح المسرح أفقاً فنياً متجدداً.