أثار الإعلامي محمد البقالي، في تدوينة نشرها على صفحته بمواقع التواصل، سؤالًا يتعلق بجدوى المبادرات التضامنية التي تتجه إلى غزة عبر البحر، مثل “أسطول الحرية”، رغم ما تواجهه عادة من عراقيل قد تنتهي بمنع المشاركين من الوصول أو باعتقالهم.
البقالي اعتبر أن هذه التحركات، وإن بدت محدودة، تحمل قيمة رمزية وتاريخية مهمة. ولتوضيح الفكرة، استحضر تجربة الحركة الصهيونية في نهاية القرن التاسع عشر، حين دعا الصحافي النمساوي ثيودور هرتزل إلى إنشاء دولة لليهود.
وأشار إلى أن هذه الدعوة انطلقت في وقت لم تكن فيه أي من أركان الدولة الثلاثة متوفرة (الأرض، السكان، والسلطة)، لكن الفكرة تطورت تدريجياً إلى أن عُقد المؤتمر الأول للحركة في بازل سنة 1897، لتبدأ بعده موجات الهجرة إلى فلسطين.
وفي مقارنته مع أسطول الحرية، أوضح البقالي أن سفينة “حنظلة” التي أبحرت قبل شهر بـ21 مشاركًا فقط، تحولت اليوم إلى عشرات السفن، فيما بلغ عدد الراغبين في المشاركة نحو مائة ألف، وفق ما ذكره أحد المنظمين. ويرى أن هذا التطور يعكس قدرة المبادرات الفردية والصغيرة على إلهام الآخرين وإثارة وعي عالمي بالقضية الفلسطينية.
التدوينة أشارت كذلك إلى أن التاريخ كثيرًا ما يتأثر بتراكم تفاصيل صغيرة قد تفضي إلى تغييرات غير متوقعة، مستحضرة مثال إحراق محمد البوعزيزي لنفسه، الذي كان الشرارة الأولى للثورة التونسية.
وختم البقالي بأن “أعمار الأمم أكبر من أعمار الأفراد”، معتبرًا أن قضية فلسطين ممتدة في الزمن، وأن دور الفرد يظل قائمًا في حدود إمكاناته.