لعروسي يبسط رسائل زيارة الوفد العسكري المغربي لموريتاتيا

في إطار التعاون العسكري بين المغرب وموريتانيا، قام وفد من القوات المسلحة الملكية المغربية، برئاسة العميد البحري خليل بشيري نائب المفتش العام المكلف بالصحافة، بزيارة إلى مديرية الاتصال والعلاقات العامة بالأركان العامة للجيوش الموريتانية. الزيارة التي اختتمت بتوقيع المحضر الختامي وتبادل الهدايا التذكارية، عكست حرص البلدين على تعزيز مجالات التنسيق والتعاون العسكري، خاصة في ميدان الاتصال والعلاقات العامة.

وفي قراءة لهذه الزيارة، اعتبر محمد عصام لعروسي، أستاذ العلاقات الدولية وتسوية النزاعات، والمدير العام لمركز منظورات للدراسات الجيوسياسية، في تصريح خص به “بلبريس”،  “أن الأمر يتجاوز الطابع البروتوكولي إلى بعد سياسي واستراتيجي أعمق.”

وأوضح أن “موريتانيا، في السنوات الأخيرة، أبدت اهتماماً متزايداً بتقوية علاقاتها مع المغرب، لما يحمله من مزايا متعددة، سواء من حيث الاستقرار الأمني أو مكانة المغرب كفاعل إقليمي يحظى بقبول دولي واسع.”

وأكد لعروسي أن “تبادل الهدايا يعكس جانباً بروتوكولياً رسمياً، لكنه في العمق يرمز إلى مستوى متقدم من الثقة والتقارب بين المؤسستين العسكريتين، معتبراً أن الزيارة قد تمثل مدخلاً لتوسيع قاعدة التعاون الموريتاني–المغربي، خاصة في مواجهة التحديات الأمنية المتصاعدة بالمنطقة، وعلى رأسها الإرهاب، الجريمة المنظمة، والهجرة غير النظامية.”

وأشار الخبير إلى أن “موريتانيا باتت بحاجة أكبر إلى دعم المغرب في هذه المرحلة الدقيقة، بالنظر إلى موقعه كجسر للتنمية ومصدر خبرة أمنية، مبرزاً أن المنطقة، ولا سيما الساحل جنوب الصحراء، تعيش على وقع تهديدات غير تقليدية تتطلب تنسيقاً أوثق بين البلدين.”

ولم يغفل لعروسي التطرق إلى البعد السياسي للزيارة، مؤكداً أن “موريتانيا مدعوة اليوم لإعادة النظر في موقفها من قضية الصحراء المغربية، مشيراً إلى أن الحياد الذي ظلت تعلن عنه لم يعد يخدم مصالحها، في ظل الإجماع الدولي المتزايد حول مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.”

وأضاف أن “تحديد موقف أكثر وضوحاً من نواكشوط سيكون له أثر مباشر في تعزيز الشراكة الثنائية وتجاوز الموقف الملتبس إزاء هذا الملف.”

ويخلص التحليل إلى أن الزيارة العسكرية الأخيرة لا تقف عند حدود التعاون التقني أو تبادل الخبرات في الاتصال والعلاقات العامة، بل تحمل رسائل سياسية وجيوستراتيجية أعمق، تؤشر إلى رغبة البلدين في الارتقاء بعلاقاتهما نحو شراكة أوثق، تأخذ بعين الاعتبار التحديات الأمنية والتنموية والسياسية التي تواجه المنطقة.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *