الداخلية تطلق جيلا جديدا من برامج التنمية المجالية

بناء على توجيهات ملكية وردت في خطاب العرش الأخير، وجه وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت مراسلة إلى الولاة والعمال لإطلاق جيل جديد من برامج التنمية المجالية المندمجة. وتهدف هذه المبادرة إلى معالجة التفاوتات بين المناطق وضمان استفادة جميع المواطنين بشكل عادل من ثمار التنمية.

تأتي هذه البرامج الجديدة في سياق استمرارية الإصلاحات والمبادرات التي انطلقت في المغرب والتي ساهمت في تعزيز البنية التحتية وتحسين ظروف العيش. ومع ذلك، فقد أشار الخطاب الملكي إلى أن بعض المناطق لم تستفد بشكل كامل من هذه الدينامية التنموية، مما استدعى إعادة توجيه المقاربات نحو تدخلات أكثر استهدافا وتأثيرا على المستوى المحلي.

ودعا لفتيت الولاة والعمال إلى التحرك السريع والفعال لإنجاح هذا المشروع، بالتنسيق مع كافة الفاعلين المحليين.

وتتركز المحاور الرئيسية لهذه البرامج على عدة أولويات أساسية. أولها، تعزيز التشغيل عبر دعم المشاريع التي تستثمر في الإمكانيات الاقتصادية وخصوصيات كل منطقة، بهدف خلق بيئة ملائمة لريادة الأعمال والاستثمار المحلي، خاصة في القطاعات الإنتاجية.

كما تهدف البرامج إلى تحسين الخدمات الاجتماعية الأساسية، وعلى رأسها التعليم والصحة، بما يضمن الكرامة والعدالة المجالية وتقليص الفوارق، وتولي أهمية خاصة للإدارة المستدامة للموارد المائية في ظل التحديات التي يفرضها تغير المناخ وندرة المياه. بالإضافة إلى تحقيق تأهيل مجالي مندمج ينسجم مع المشاريع الكبرى الجارية على المستوى الوطني.

ولتنزيل هذه البرامج، شددت وزارة الداخلية على ضرورة اتباع منهجية عمل تشاركية تقوم على عقد اجتماعات تشاورية مع جميع الفاعلين المحليين، من منتخبين ومصالح خارجية وجمعيات والقطاع الخاص والجامعات، لضمان انخراط الجميع في هذه العملية.

وسيكون التخطيط على مستوى العمالة أو الإقليم هو الإطار المعتمد لضمان التنسيق والكفاءة في توزيع الموارد، مع التركيز على الأولويات المحددة بناء على تشخيص دقيق للحاجيات والإمكانيات المحلية.

كما تضمنت المراسلة توجيهات استراتيجية واضحة، أبرزها ضرورة انسجام هذه البرامج مع التوجهات الملكية والنموذج التنموي الجديد. وحذرت المراسلة من أي استغلال محتمل لهذه البرامج لأغراض سياسية ضيقة.

ومن المتوقع أن تؤدي هذه البرامج إلى تحسين مؤشرات التنمية البشرية، وتقليص الفوارق المجالية والاجتماعية، بالإضافة إلى تعزيز جاذبية المناطق وقدرتها التنافسية وخلق فرص عمل مستدامة.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *