الطماطم المغربية تغزو السوق الإسبانية

تواصل صادرات الطماطم المغربية نحو السوق الإسبانية تسجيل قفزات نوعية، لترسخ حضور المملكة كأحد أهم المزودين الأوروبيين بهذا المنتوج الفلاحي الحيوي. فقد كشفت بيانات رسمية، صادرة عن كل من وكالة التجارة الخارجية الإسبانية (ICEX) وإدارة الضرائب، أن واردات إسبانيا من الطماطم المغربية خلال الموسم الفلاحي 2024-2025 حققت نسبة نمو لافتة بلغت 40,33% مقارنة بالموسم السابق.

وحسب المعطيات المستخلصة من “قاعدة بيانات جمارك الاتحاد الأوروبي (TARIC)” الممتدة من 1 يونيو 2024 إلى 31 ماي 2025، فقد بلغت الكمية المستوردة نحو 80,29 مليون كيلوغرام من الطماطم، ما ضخَّ في الاقتصاد المغربي عائدات مالية تجاوزت 115,35 مليون يورو، بمعدل 1,44 يورو للكيلوغرام الواحد.

دجنبر يقود الكميات.. وماي يسجل أعلى الأسعار

تشير الإحصائيات إلى أن شهر دجنبر شهد أعلى حجم من حيث الكميات المُصدرة نحو الجارة الشمالية، في حين تصدّر شهر ماي قائمة الأسعار، إذ بلغ ثمن الكيلوغرام الواحد 2 يورو، وهو رقم قياسي مقارنة بالأشهر الأخرى مثل مارس وأبريل وفبراير، التي تراوحت أسعارها ما بين 1,67 و1,73 يورو، بينما سُجّل أدنى سعر في أكتوبر بـ1,07 يورو فقط.

ألميريا.. الزبون الإسباني الأول للطماطم المغربية

من حيث التوزيع الجغرافي، جاءت ألميريا، الواقعة جنوب شرق إسبانيا، في صدارة الجهات المستوردة بـ13,71 مليون كيلوغرام من الطماطم المغربية، بقيمة مالية ناهزت 16,83 مليون يورو، وبسعر متوسط قدره 1,213 يورو للكيلوغرام.

تلتها جهة غرناطة بـ9,62 ملايين كيلوغرام مقابل 13,5 مليون يورو، بمعدل سعر بلغ 1,40 يورو، ثم مورسيا بـ8,17 ملايين كيلوغرام، لكنها سجّلت أقل سعر متوسط على المستوى الوطني بـ0,82 يورو للكيلوغرام.

أما برشلونة، فقد استوردت 6,01 ملايين كيلوغرام بقيمة مالية بلغت 9,32 ملايين يورو، بمتوسط سعر قدره 1,55 يورو، في حين جاءت مدريد في المرتبة الخامسة بـ2,82 مليون كيلوغرام، مقابل 4,52 ملايين يورو، بسعر وسطي قدره 1,6 يورو.

نجاح فلاحي يعزّز موقع المغرب في السوق الأوروبية

تعكس هذه الأرقام الدينامية القوية للصادرات الفلاحية المغربية نحو أوروبا، خاصة في ظل تنامي الطلب على المنتجات الزراعية ذات الجودة العالية. كما يُظهر ارتفاع الأسعار والعائدات أن الطماطم المغربية باتت منافسًا قويًا للمنتجات المحلية داخل السوق الإسبانية، رغم التحديات المرتبطة بالسياسات الحمائية والإجراءات الجمركية الأوروبية.

وتُعد هذه النتائج ثمرة للاستثمار المتواصل في سلاسل التبريد والنقل والتصدير، إلى جانب كفاءة الفلاح المغربي وتطور التقنيات المستخدمة في الزراعة، ما يفتح آفاقًا واعدة لتعزيز تموقع المغرب في خارطة الأمن الغذائي الإقليمي والدولي.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *