منذ إنتخاب، الدكتور نزار بركة أميناً عاما لحزب الاستقلال، وهو منكب داخل حزب علال الفاسي، على تدابير إصلاح البيت الداخلي، وتعديل كفتي ميزانه، وهو ما سمي حينها بسنة التنظيمات 2018 .
أكمل الرجل السنة، التي ترتب عنها إعادة وهج الحزب، وإرثه الوطني، إلى سكته الحقيقية بعيدا عن الشعبوية، والشعارات الجوفاء، غير المدروسة، أو"سياسة الفرجة ودغدغة العواطف " كما كان وصفه لها ذات يوم؛ التي قبع تحتها في الفترة الماضية، ودخل السنة الجارية، يحمل عدال ميزان، كفتاه "العمل والانفتاح".
بدأ العمل، منفتحا على الساحة السياسية الوطنية، بنظرة ثاقبة، واصبع مباشر، يشير نحو مكامن الخلل بلا تراجع، بخلفية سياسية واقتصادية راكمها الرجل عبر السنين من خلال تدرجه داخل هيئات الحزب، أو من خلال حجم المسؤوليات التي سبق وتقلدها .
تظهر جليا من خلال نظرة الرجل لقضايا البلاد، واستقرائه للوضع السياسي والاجتماعي، من خلال خرجاته الإعلامية، حيث أبرز في حواره مع صحيفة "المساء" الورقية، عن مكامن الخلل وكيف يرى ذلك .
وكشف نزار بركة في نفس الحوار ان 20 مليار درهم التي كانت تؤديها الدولة إلى صندوق المقاصة، يتم اقتطاعها الْيَوْمَ من جيوب المغاربة .
كما أبرز أن الحكومة لم تتعلم من درس المقاطعة، ونهجت سياسة اللارد في الأزمات، موضحا أن الدستور يمنح صلاحيات مهمة للحكومة، لكنها لا تستغل الامكانيات المتاحة لها، وقد وقع استحواذ على ثروات البلاد من طرف قلة قليلة .
[bs-quote style="style-17" align="center"][/bs-quote]
كما أشار نزار بركة، إلى أن حزب العدالة والتنمية، والتجمع الوطني للأحرار قد دشنا حملة انتخابية سابقة لأوانها منذ أول يوم لتشكيل الحكومة مما سبب هدرا زمنيا كبيرا، ومن خلال نظرته الاقتصادية، وضح الأمين العام لحزب الاستقلال أن تراجع الاستهلاك، يعكس تخوف المواطن من المستقبل مما يدفعه إلى عدم الإنفاق، وأن إمكانية لجوء المواطنيين إلى القروض لم تعد ممكنة لأنهم وصلوا إلى مستويات عالية من الإقتراض، وأن السياسة المتبعة من طرف الحكومة، تؤدي الى تفقير الطبقة المتوسطة وضرب القدرة الشرائية للمواطنيين .
وبكل جرأة سياسية، بعيدة عن شعارات "العام زين" أقر الرجل أنه يجب تقييم دستور 2011، وأن تعديله ليس " طابو " بل هو أمر عادي لتجاوز الاشكالات المطروحة، مؤكدا عدم وجود إرادة سياسية لبعث الأمل واسترجاع ثقة المواطنيين في العمل والمشاركة السياسية، وهو ما سبق وأشار إليه في تصريحات إعلامية عديدة، وضح فيها أن المغرب يعاني من أزمة ثقة ، في مجموعة من المجالات، مما يساهم في عدم استمرارية التقدم، وهروب المستثمرين الأجانب، مؤكدا على دور الحكومة، وضرورة عملها على إيجاد حلول ناجعة لهذه الأزمة، فأن يفقد المواطن الثقة، فذلك لعمري هو العبث الذي يتجلى من سياسة الحكومة، التدبير بالتدمير، والتخطيط بالتوريط، الذي تؤكده الحركات الاحتجاجية في جل ربوع المملكة، وتصرخ به إعداد المهاجرين الذين فضلوا الموت المبلل، في قوارب الهجرة، على العيش في ظل حكومة اليأس وانسداد الأفق .
وإذا كان رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار في كلمته في تجمع خطابي بمدينة الداخلة يرى أن من يريد عرقلة إصلاح التعليم، هو ضد المغاربة وضد التعليم العمومي أو المدرسة العمومية، وقد كان في ذلك إشارة واضحة لحزب الاستقلال، في شخص أمينه العام، الذي يعارض بشدة طريقة تنزيل الإصلاح، لا الإصلاح في معناه العام، فمن العدل ان نوضح للاخوة بحزب التجمع الوطني للأحرار ، ان الامم التي نهضت من رماد القهقري، اعتمدت على عصى التعليم بلغتها الام، ولَم تحمل عصى اللغات الأجنبية، حتى من يدرس يجهلها لكأني بالرجل والحكومة التي هو جزء من أغلبيتها، يريد دق اخر مسمار في نعش التعليم والمدرسة العمومية خاصة، وهنا وجبت الإشارة الى توصيات ، منظمة الامم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة ( اليونسكو )، للعام 2016 المتمثّلة في " التعليم المتعدد اللغات القائم على اللغة الأم " .
في حين مقابل كل هذا يرى حزب الاستقلال في شخص امينه العام ، ان تنزيل هذا الإصلاح دون الاستعداد له ، من خلال تكوين جيل من الأساتذة ، قادر على تنزيل رؤية هذا الإصلاح ؛ بشكل سليم يضمن به عدم السقوط في الأخطاء السابقة ، من خلال تنزيل إصلاح ناقص ، هو طوَّق لنجاة إصلاح ، يبدو انه ولد في كفن لا قماط .
وفِي إطار التواصل أعلنت اللجنة التنفيدية لحزب الاستقلال عن مجموعة من الجولات سيقوم بها أمين عام الحزب لكل الجهات بداية من مستهل شهر مارس المقبل ، لعل أهمها محطة جهة العيون الساقية الحمراء لما تحمله هذه الجهة من دلالات وكذلك لاعتبارها من اهم قلاع حزب الاستقلال بالمغرب ، ناهيك عن قوة ونجاح منسق هذه الجهة في تنزيل نموذج تنموي متكامل ، من خلال إشراف حزب الاستقلال على تدبير جهة العيون ، وجماعة العيون والمجلس الاقليمي للعيون ، بالاضافة الى جماعات ( الدشيرة ، بوكراع ، المرسى ، الدورة ، الحكونية ) وبالتالي يكون التدبير الجيد لهذه الجهة من طرف منسقها السيد مولاي حمدي ولد الرشيد ، دليل على الكفاءة والحنكة التي تميز القيادة الاستقلالية ، ناهيك لما ستحمله هذه الجولة ، من رسائل سبق وأشار لها السيد نزار بركة ، مفادها انه اذا " كانت هنالك إنتخابات سابقة لأوانها ، فسنتجند لها ".