مركز الوساطة الأوروبي: البوليساريو تهدد أمن المدنيين والاستقرار الإقليمي
عبّر مركز الوساطة الأورو-متوسطي للأمن والسلام، ومقره بروكسيل، عن قلقه العميق من التطورات الأمنية الأخيرة التي شهدتها مدينة السمارة جنوب المملكة، بعد سقوط مقذوفات قرب مقر تابع لبعثة الأمم المتحدة “المينورسو”، في هجوم تنسبه المعطيات إلى عناصر من ميليشيات البوليساريو الانفصالية.
ووصف البيان الصادر عن المركز يوم السبت 29 يونيو 2025، والذي توصلت "بلبريس" بنسخة منه، الحادث بأنه تصعيد خطير يهدد بشكل مباشر سلامة المدنيين وأفراد البعثات الدولية، ويقوّض الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة، مشددا على أن هذه الأفعال تشكّل خرقا واضحا للقانون الدولي الإنساني.
وأكد المركز دعمه الكامل والمتجدد للمملكة المغربية، التي وصفها بالشريك الموثوق والدولة التي أثبتت التزامها الدائم بالحوار والتعاون، داعيا في الوقت نفسه إلى الوقف الفوري لأي أعمال عدائية تستهدف الأمن الجماعي، وعدم التساهل مع أي تهديد لأمن المدنيين أو لمنطقة الساحل والصحراء برمتها.
ولم يتوان المركز في تحميل المسؤولية لميليشيات البوليساريو، داعيا إياها إلى “التراجع الفوري عن أي ممارسات تصعيدية”، والتنبيه إلى أن الاستقرار الإقليمي لا يمكن أن يكون رهينة لأجندات انفصالية تتغذى على الفوضى.
وفي خطوة تحمل دلالة سياسية واضحة، جدّد المركز تأكيده على أن المقاربة المغربية في تدبير ملف الصحراء، خاصة في بعدها المرتبط بالسيادة والوحدة الترابية، تظل مقاربة عقلانية ومسؤولة، تحظى بدعم متزايد في المحيط الإقليمي والدولي، وتشكل ركيزة لأي أفق سلام واقعي في المنطقة.
وختم البيان بالتشديد على أن ما وقع في السمارة يبرز الحاجة الملحة لتحرك دولي منسق، لمحاسبة المتورطين في تهديد السلم، ولضمان احترام القانون الدولي في منطقة ترفض منطق الابتزاز السياسي أو الميليشيوي.