تحالف بريطاني يستثمر في الهيدروجين والهيليوم بالمغرب

في تطور لافت يعكس تصاعد اهتمام الاستثمارات الأجنبية بقطاع الطاقة المتجددة في المغرب، أعلنت شركتا "Getech Group" و"Sound Energy" البريطانيتان عن إنشاء شركة جديدة في المملكة تحمل اسم
"HyMaroc Limited"، بهدف استكشاف واستغلال موارد الهيدروجين الطبيعي والهيليوم. وقد تم الإعلان عن هذا المشروع من خلال بيان رسمي عبر خدمة الإفصاح التنظيمي التابعة لبورصة لندن للأوراق المالية، وأوضح البيان أن هذه الخطوة جاءت بعد إجراء دراسة تمهيدية مشتركة بين الشركتين أظهرت وجود مناطق داخل التراب المغربي تتميز بمؤهلات جيولوجية مرتفعة، ما يفتح المجال للبدء في دراسات ميدانية دقيقة.

الشركة الجديدة، التي أُنشئت بموجب القانون المغربي، ستتولى عملية الحصول على حقوق الاستكشاف والاستغلال، كما ستشرف على تنفيذ دراسات جيوفيزيائية متقدمة لتقييم إمكانيات وجود الهيدروجين الطبيعي والهيليوم في المناطق المستهدفة. وتؤكد الوثائق أن عمليات الحفر لن تتم إلا في حال توفرت معطيات تقنية كافية ومقنعة تؤكد الجدوى الاقتصادية للمشروع.

المشروع البريطاني الجديد ينسجم مع التوجهات الوطنية المغربية الرامية إلى الانتقال نحو اقتصاد طاقي نظيف ومستدام، خاصة في ظل الاهتمام المتزايد عالميًا بالهيدروجين الأبيض، الذي يتميز بكونه أحد أنظف وأرخص مصادر الطاقة، إذ لا تتعدى كلفة إنتاجه دولارًا واحدًا للكيلوغرام في الظروف الطبيعية. كما أن هذا النوع من الهيدروجين لا يتطلب عمليات كيميائية معقدة أو استهلاكًا مفرطًا للطاقة، ما يعزز جاذبيته الاقتصادية والبيئية في آن واحد.

في المقابل، يشكل الهيليوم مادة استراتيجية على الصعيد الصناعي والعلمي، حيث يدخل في عدة استعمالات حيوية، منها أجهزة التصوير الطبي بالرنين المغناطيسي، والصناعة الإلكترونية الدقيقة، والطاقة النووية، إلى جانب تطبيقات متقدمة في مجالات الطيران والاتصالات. ويُعد توفر هذه المادة في باطن الأرض المغربية فرصة واعدة لتطوير قطاع صناعي ذي قيمة مضافة عالية.

الشركتان البريطانيتان أكدتا في بيانهما أن اختيار المغرب لهذا الاستثمار لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة طبيعية لموقعه الجغرافي المتميز، واستقراره السياسي، وبنيته التحتية المتطورة في مجال الطاقة، إلى جانب انخراطه القوي في الجهود الدولية للحد من انبعاثات الكربون وتنويع مصادر الطاقة. ويُتوقع أن تساهم نتائج الدراسات المقبلة في بلورة خريطة طريق جديدة لتعزيز استكشاف الطاقات الطبيعية في المغرب، مع ما يعنيه ذلك من فرص اقتصادية وشراكات استراتيجية جديدة للمملكة.