هل اقتربت لحظة الهدنة في غزة؟

(صحافية متدربة)

في ظل التصعيد المستمر في قطاع غزة، تكثفت الاتصالات بين حركة حماس والوسطاء الإقليميين خلال الساعات الأخيرة، في محاولة جديدة للدفع نحو اتفاق شامل يضع حدًا للحرب المستمرة. وأكد طاهر النونو، المستشار الإعلامي لرئيس حركة حماس، أن الاتصالات مع الوسطاء في مصر وقطر لم تنقطع، بل ازدادت وتيرتها بشكل ملحوظ مؤخرًا. وأضاف أن الحركة ترحب بأي جهود صادقة تُبذل من أجل وقف الحرب والتوصل إلى تسوية متكاملة، مشيرًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يماطل في التعاطي مع هذه المبادرات.

وشدد النونو على أن حماس تسعى إلى اتفاق قائم على أساس صفقة شاملة، تتضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وانسحابًا عسكريًا إسرائيليًا كاملاً من قطاع غزة، بالإضافة إلى إدخال المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومنتظم، وتنفيذ صفقة تبادل أسرى تعيد الأمل إلى مئات العائلات الفلسطينية.

في الوقت ذاته، برزت مؤشرات دولية تدعم احتمال التوصل إلى اتفاق وشيك، حيث أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن المفاوضات بشأن غزة “بلغت مراحل متقدمة”، معبّرًا عن تفاؤله الكبير بإمكانية التوصل إلى حل قريب. تصريحات ترامب جاءت خلال لقائه بالأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، على هامش قمة الناتو في لاهاي، حيث قال إن الاتفاق “قريب جدًا”، في تعبير يُفهم على أنه ضغط إضافي على الأطراف للوصول إلى تسوية.

كما أشار ترامب إلى أن الضربة الأميركية الأخيرة ضد إيران ترتبط بشكل مباشر بالتقدم في ملف غزة، معتبرًا أن هذا التصعيد قد يكون له دور في تسريع عملية إطلاق سراح الرهائن وتحقيق انفراجة على المسار التفاوضي.

ومع هذه التطورات المتسارعة، يبدو أن مشهد غزة قد يكون على أعتاب تحول مهم، رغم التعقيدات السياسية والميدانية القائمة. الوسطاء الإقليميون والدوليون يسابقون الزمن لتثبيت تهدئة تُرضي جميع الأطراف، في وقت تتعاظم فيه الضغوط الإنسانية على الأرض، وتزداد الحاجة إلى انفراج حقيقي يعيد للمدنيين شيئًا من الأمان المفقود منذ شهور

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *