فرحات مهني: الجزائر تحرس إيران وتعلن العداء لإسرائيل... والنظام العسكري يستنسخ ديكتاتورية الملالي

هاجم فرحات مهني، رئيس "حكومة القبائل المؤقتة"، النظام الجزائري بشدة، واصفاً إياه بنسخة مستنسخة من النظام الإيراني في ممارساته التوسعية وسلوكياته المهددة للاستقرار الإقليمي، منتقداً في الآن ذاته الموقف الفرنسي الذي اعتبره متسامحاً بشكل غير مبرر تجاه السلطات الجزائرية. ودعا باريس إلى التعامل بحزم أكبر، على غرار موقف إسرائيل من طهران، معتبراً أن هذا النموذج في الردع يجب أن يُحتذى به في مواجهة الخطر القادم من الجزائر.

وفي بيان نشره على حسابه الرسمي بمنصة "إكس"، شبّه مهني السياسة الفرنسية تجاه الجزائر بسياسة مهادنة، في مقابل ما تقوم به إسرائيل من تحركات لاحتواء التهديدات الإيرانية. ووصف النظام الجزائري بأنه لم يعد يكتفي بزعزعة استقرار جيرانه، بل بات ينقل خطابه العدائي إلى قلب علاقاته مع فرنسا، مع تصعيد واضح في اللهجة الاستفزازية.

اتهم مهني السلطات الجزائرية باتخاذ موقف غير مسبوق حين حذرت إسرائيل من تنفيذ أي عمليات وقائية ضد إيران، معتبراً هذا الاصطفاف موقفاً عدائياً معادياً للسامية، يكشف عن تماهي تام مع أجندة النظام الإيراني. وذهب أبعد من ذلك حين اعتبر أن السلطة في الجزائر تُماثل “سلطة الملالي” في أساليبها القمعية ورغبتها في امتلاك السلاح النووي كوسيلة لفرض الهيمنة على المحيط الإقليمي.

ولم تغب الأوضاع الداخلية عن مضمون بيانه، إذ ندد مهني بما وصفه باستمرار القمع الممنهج في الجزائر العاصمة، مشيراً إلى ما يتعرض له المفكر بوعلام صنصال ونشطاء الحراك السياسي القبائلي من تضييق واضطهاد. واعتبر هذه الممارسات دليلاً واضحاً على انعدام الحريات الأساسية في البلاد.

وجدد مهني التعبير عن تضامن شعب القبائل مع كل القوى الحرة والديمقراطية في العالم، مؤكداً أن الوقوف في وجه الاستبداد والإرهاب الممنهج للدول هو خيار مبدئي، مبرزاً دعمهم للدول التي تدافع عن القيم الإنسانية، وعلى رأسها إسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا، وكل الدول التي تؤمن بالديمقراطية.

واختتم تصريحه بالتأكيد على أن شعب القبائل يؤمن بمستقبل قائم على العدالة والسيادة والحرية، مشدداً على جاهزية منطقته للانخراط الكامل في جهود بناء عالم أكثر إنسانية وإنصافاً، انطلاقاً من حق تقرير المصير الذي يطالب به شعبه.

وتندرج هذه التصريحات في إطار صراع متواصل بين حركة "الماك" الانفصالية التي يقودها مهني، والتي تصنفها السلطات الجزائرية كمنظمة إرهابية، وبين النظام الجزائري، الذي يرى في طموحاتها تهديداً لوحدة الدولة المركزية.