مع اقتراب موعد بطولة كأس إفريقيا لكرة القدم، المقرر تنظيمها في المغرب نهاية العام الجاري، تتصاعد الدعوات من قبل مهنيي قطاع النقل لتسريع تقنين نشاط النقل عبر التطبيقات الذكية، تماشيًا مع الاستعدادات لاستقبال الحدث الرياضي الأبرز على مستوى القارة.
وأكد فاعلون في قطاع النقل الذكي أن تأطير هذا المجال أصبح “ضرورة ملحة”، خاصة في ظل الحاجة إلى خدمات نقل مرنة وفعالة خلال التظاهرة الكروية، التي يُنظر إليها أيضًا كاختبار مهم قبل استضافة المغرب وإسبانيا والبرتغال لكأس العالم 2030.
مطالب بتأطير قانوني عاجل
بحسب مصادر مهنية لـ”بلبريس“، فإن التطور الكبير الذي يشهده المغرب على مستوى البنية التحتية والخدمات، مقارنة بجيرانه الأفارقة، يجب أن يُواكب بتشريعات تنظم قطاع النقل التكنولوجي، خاصة أن عدة دول أفريقية سبقته إلى تقنين هذا النشاط.
وأوضحت المصادر أن آلاف السائقين الحاملين للبطاقة المهنية يطالبون بإصدار تراخيص تسمح لهم بمزاولة النقل عبر التطبيقات الذكية، بشكل منفصل عن نظام سيارات الأجرة التقليدية.
وأشارت إلى أن “المهنيين اختاروا العمل عبر المنصات الرقمية، لكن عدم تقنين هذا النشاط يخلق فراغًا قانونيًا يعيق تطور القطاع”، مؤكدة أن “الاستعدادات لكأس إفريقيا تتطلب تسريع هذه الإجراءات”.
تحذيرات من فوات الفرصة
وشددت المصادر على أن “المغرب أمام تحدٍ كبير لضمان نجاح التنظيم، ليس فقط عبر البنية التحتية، ولكن أيضًا عبر توفير خدمات نقل عصرية تلبي احتياجات الزوار”، داعية إلى “فتح حوار عاجل بين الجهات المعنية والمهنيين لإقرار إطار قانوني يضمن حقوق السائقين ويواكب التطور التكنولوجي”.
يذكر أن عدة دول أفريقية، من بينها جنوب أفريقيا ومصر، سبق أن أقرت تشريعات تنظم عمل النقل عبر التطبيقات، فيما لا يزال المغرب يتريث في إصدار نص قانوني واضح، رغم النمو الكبير لخدمات النقل الذكي في السنوات الأخيرة.
ومع اقتراب كأس إفريقيا، يبدو أن السلطات أمام اختبار حقيقي لمواكبة التحول الرقمي في قطاع النقل، وتجنب أي ثغرات قد تؤثر على صورة المملكة خلال الاستضافة الرياضية.