لماذا تُصر الجزائر على إذلال نفسها؟.. البوليساريو تزحف إلى مؤتمر أوروبي بينما العالم يُدرك أنها مجرد خدعة!

تتناقل وسائل الإعلام الموالية لجبهة البوليساريو أن وفدًا تابعًا لها يشارك حاليًا في الاجتماعات التحضيرية لمؤتمر الاتحادين الأوروبي والإفريقي، وذلك على الرغم من تأكيد بروكسل الرسمي أن هذا الحضور لا يعكس بأي حال اعترافًا بالجبهة. هذه الخطوة تثير تساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء إدراجها في هذه الاجتماعات، خاصة في ظل المواقف الدولية الواضحة التي لا تعترف بمزاعمها الانفصالية.

الجزائر، كعادتها، لم تتردد في التدخل لفرض أجندتها السياسية، حيث قام وزير خارجيتها، أحمد عطاف، بمناورات دبلوماسية مكثفة على هامش الاجتماع في محاولة واضحة لتمرير حضور البوليساريو. وقد شملت هذه التحركات لقاءً مع القيادي في الجبهة، محمد يسلم بيسط، في بروكسل، حيث حاول عطاف طمأنته بشأن المشاركة في الاجتماع، متجاهلًا تمامًا التطورات الأخيرة التي تشهد تعزيزًا كبيرًا للدعم الدولي للمغرب في قضية الصحراء. هذا الموقف الجزائري يؤكد مرة أخرى انحيازها الواضح وتورطها المباشر في محاولات تقويض الوحدة الترابية للمغرب.

من المفارقات الصارخة أن جبهة البوليساريو، رغم استبعادها المتكرر من اجتماعات الشراكة بين الاتحاد الأفريقي ودول كبرى مثل روسيا والصين والولايات المتحدة وتركيا، ما زالت تحاول الظهور كطرف معترف به دوليًا. هذا التناقض يكشف زيف ادعاءاتها وفشلها الذريع في كسب التأييد العالمي. وقد سبق أن أكدت نبيلة مصرالي، المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي، أن لا الاتحاد الأوروبي ولا أي من دوله الأعضاء يعترفون بما تسميه “الجمهورية الصحراوية”، مشددة على أن مشاركة الجبهة في الاجتماع لا تغير من هذا الموقف الثابت.

التعنت الجزائري في دعم البوليساريو، رغم كل المؤشرات الدولية التي تسير في اتجاه معاكس، يعكس إصرارًا غير مفهوم على تبني سياسة فاشلة ومكلفة. فبدلًا من التركيز على بناء علاقات تعاون إقليمي حقيقية، تختار الجزائر استنزاف مواردها وسمعتها في دعم كيان وهمي لا يتمتع بأي شرعية دولية. هذه الاستراتيجية المتخلفة لا تخدم سوى أجندات ضيقة تعيق تقدم الشعوب المغاربية وتعمق الانقسامات في المنطقة.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *