شهدت قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا حدثاً دبلوماسياً غير معتاد تمثل في مغادرة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون العاصمة الإثيوبية أمس قبل التقاط الصورة الجماعية التقليدية لقادة القارة، في خطوة تتعارض مع الأعراف الدبلوماسية المتبعة في مثل هذه المناسبات الرفيعة المستوى.
ويعتبر التقاط الصورة الجماعية في ختام القمم الدولية تقليداً دبلوماسياً راسخاً وجزءاً لا يتجزأ من البروتوكول الرسمي. إذ تمثل هذه الصورة توثيقاً تاريخياً للحدث ورمزاً للوحدة والتضامن بين الدول المشاركة، مما يجعل الغياب عنها خرقاً واضحاً للأعراف الدبلوماسية.
ولم يقتصر الأمر على غياب الرئيس تبون فحسب، بل امتد ليشمل وزير خارجيته أحمد عطاف، الذي اكتفى بإرسال أحد مساعديه للنيابة عنه، في تصرف يضاعف من حجم المخالفة البروتوكولية.
هذا الانسحاب المبكر من القمة، رغم مشاركة تبون في أشغال الدورة العادية 38 لمنتدى رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي صباح نفس اليوم، يطرح تساؤلات جدية حول أسباب هذا التصرف غير المعهود في الأوساط الدبلوماسية، خاصة وأن مثل هذه القمم تخضع لجدول زمني محدد مسبقاً يكون معلوماً لدى جميع المشاركين.
ويشكل هذا التصرف سابقة دبلوماسية تضع علامات استفهام حول احترام القواعد البروتوكولية في المحافل الدولية، خاصة وأن الصورة الجماعية تمثل لحظة رمزية مهمة تعكس التضامن الأفريقي وتوثق للأجيال القادمة لحظات مهمة في تاريخ القارة.